افتتح، مساء أمس الخميس، بقاعة العرض (Galerie 38) بالدار البيضاء أول معرض للفنانة التشكيلية إيناس نور شقرون، الذي يضم تشكيلة متنوعة لأعمالها الفنية، تحت شعار “الحرية بمعناها الواسع”.
وشهد افتتاح المعرض، حضور فنانين تشكيليين واعلاميين، وثلة من الزوار المولعين بهذا النوع من الأعمال الفنية.
وقالت نور شقرون، في كلمة بالمناسبة، إن هذا المعرض هو عصارة جهود عدة سنوات من البحث والاكتشاف واللقاءات والتكوينات المختلفة، مبرزة أن إقامتها في عدة مدن، من قبيل الدار البيضاء، باريس، تورونتو، برلين، فلورنسا جعلها تتغذى بتجارب فنية مختلفة لخلق عالمها الخاص.
وأشارت في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنها قررت أن ترسم في المرة الأولى بعد وفاة جدها. وقالت: “تأثرت كثيرا بوفاة جدي، وفقدانه منحني القوة للبحث في داخلي لأكتشف أنني ولدت فنانة، ولهذا قررت أن أجعل الفن مهنتي”. وأضافت: “هذا المعرض له سمة شخصية جدا، لأنه يعكس قصتي من خلال مشاعري، وأيضا مشاعري من خلال قصتي”.
وشددت على أن إعداد هذا المعرض الذي يضم 25 لوحة تشكيلية، وإخراجه بكيفية لائقة، استغرق منها سنة كاملة. وفي تصريح مماثل، أكدت ثانية الشرفي، منظمة معارض، أن التشكيلية إيناس نور شقرون تحاول من خلال هذا المعرض أن تعبر عن نفسيتها وإحساسها، وعن عالمها الداخلي دون إعطاء تفسيرات إضافية.
وقالت “لوحات الفنانة إيناس شخصية تعبر عن نفسيتها وتعكس ما بداخلها، وهي تصر على إعطاء الفرصة لزوار المعرض لاكتشاف ما إذا كانت هذه اللوحات تلج عوالمهم الخاصة”.
وجدير بالذكر أن إيناس نور شقرون، تابعت دروسا في الرسم الزيتي، خلال مرحلة التعليم الابتدائي كنشاط ترفيهي، مثل العديد من الأطفال الآخرين في سنها. وبعد حصولها على بكالوريا علمية، التحقت بالتعليم العالي، لتحصل على شهادة الإجازة في القانون، ثم درجة الماستر في التدقيق والرقابة الإدارية عام 2016.
ونهاية عام 2016، استقرت في تورونتو وانضمت إلى برنامج احترافي لدراسة “نظرية ونقد الفن والتصميم”. وحاولت التوفيق بين عالمي الفن والأعمال. واستأنفت دروس الرسم الزيتي لتدرك بسرعة أنه لا يمكنها إيجاد حل وسط، فهي تحب الإبداع والرسم والتعبير عن نفسها.
ونهاية عام 2017، كانت وفاة جدها بمثابة صدمة قوية، غادرت حياتها السابقة وشرعت في رحلة تمهيدية استهلتها من منطقة ورزازات إلى حقول الأرز في جنوب شرق آسيا محاولة التغذي بكل شيء: المناظر الطبيعية، اللقاءات، الألوان لصقل شخصيتها الفنية والشعور بالحرية.
بعد ذلك، استفادت من تدريب في الفنون الجميلة بباريس حيث تعرفت على رسم “العري” باعتباره يسمح باستكشاف العلاقة بين الروح و الجسد.
سعيها وراء الجمال والحقيقة أخذها بعد ذلك في رحلة إلى تنزانيا، حيث أعادت هناك طلاء مدرسة ابتدائية في إطار مهمة إنسانية، وبعده ستعرج نحو فلورنسا لمتابعة دروس في الرسم المعاصر وأخيرا برلين، حيث انضمت إلى “معهد برلين للفنون” لمدة 6 أشهر، قبل أن تستقر بمرسمها الخاص حيث كانت ترسم يوميا، طيلة سنة كاملة.
ومع بداية 2020، وعندما ضربت أزمة كوفيد19 العالم، عادت إلى المغرب بفكرة واحدة وهي الانغماس في الرسم، الرسم كهوس، الرسم كعلاج، الرسم كقدر حتمي.