السفر متعة حقيقية لكل منا، حتى وإن كان إنتقالاً من أجل العمل او لغرد ما .على الإنسان أن يُحدّد غايته من السّفر قبل أن يحزم أمتعته ليُحقّق أكبر فائدةٍ مرجوّة من سفره، كما أنّ عليه التّصرف بحكمة واتّزان في التّعامل مع الآخرين والقوانين الجديدة، حيثُ إنّه يُعتبر سفيراً لبلده وثقافته في أيّ مكانٍ يزوره، ويحتاجُ السّفر بلا أدنى شك للكثير من ضبط الأعصاب والهدوء لكثرة المشاكل التي يُمكن أن تواجه الإنسان. كما أنّ على الإنسان ألّا ينسى التفكير في الجانب الاقتصاديّ أثناء سفره، فيقتصد ولا يُسرف، ويوازن بينهما ، حيثُ يمَثِّلُ السّفر صورةً واضحةً من صور الحياة التي يعيشها الإنسان فعليه أن يعيشها بشكلٍ يتوافق مع مبادئه وقيمه.


فقد ذكرَ الكثيرُ من الشُّعراء و الأدباء السّفر في شعرهم :
قول حبيب بن أوسٍ الطائيّ: وطول مقام المرء في الحيِّ مخلقٌ لديباجتيه فاغترب تتجدَّد فإني رأيت الشَّمس زيدت محبَّةً إلى النَّاس إذ ليست عليهم بسرمد٠
قول الإمام الشافعيّ:تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ في طَلَبِ الْعُلُى وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِ خَمْسُ فَوَائِدِ تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُ مَعِيشَة ٍ وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَة ُ مَاجِد٠
و قال الإمام الشّافعي كذلك:ارْحَلْ بِنَفْسِكَ مِنْ أَرْضٍ تُضَامُ بِهَا وَلاَ تَكُنْ مِنْ فِرَاقِ الأَهْلِ فِي حُرَقِ فالعنبرُ الخامُ روثٌ في مواطنهِ وَفِي التَّغَرُّبِ مَحْمُولٌ عَلَى الْعُنُقِ والكحلُ نوعٌ منَ الأحجارِ تنظرهُ فِي أرضِهِ وَهْوَ مَرْمِيٌّ عَلَى الطُّرُقِ لمَّا تغرَّبَ حازَ الفضلَ أجمعهُ فَصَارَ يُحْمَلُ بَيْنَ الْجَفْنِ وَالْحَدَقِ٠