يشكل معرض “الشعيبية/ كوبرا.. عندما تتقاطع الحريات” الذي تم افتتاحه رسميا، اليوم الثلاثاء، برحاب متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط، فرصة للاحتفاء بالمسار الفني للراحلة الشعيبية طلال، ودعوة مفتوحة لاكتشاف أو إعادة اكتشاف أعمالها من زاوية نظر جديدة.
ويحتفي المعرض الذي تنظمه المؤسسة الوطنية للمتاحف ومتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، إلى غاية 3 مارس المقبل، بالشعيبية طلال، الشخصية البارزة في الفن المغربي، والتي تجسد فنا تشكيليا يتميز بتلقائية وألوان تتناغم مع مبادئ حركة كوبرا، التيار الفني الثوري الذي ميز أوروبا بين سنوات 1948 و 1951.
وحسب المنظمين، فإن هذا المعرض يسلط الضوء أيضا على “ترافق خلاق، حيث يلتقي ويتجاوب المصطلح التعبيري والفعل الحر الذي انتهجه الفنانون التشكيليون الذين تمكنوا من تجاوز القواعد الفنية الأكاديمية”.
ويتكون المعرض الذي يبرز الروابط العميقة بين هذين العالمين الفنيين، مما يخلق حوارا خصبا ومثمرا بينهما، على الخصوص، من تشكيلة من التحف الفنية التي جلبت من المجموعة الدائمة المتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر وكذا من مجموعة متحف سيريس فرانكو بفرنسا.
وقال رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، مهدي قطبي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، إن هذا المعرض الذي يتزامن مع بداية العام الجديد، يحتفي ب”الأيقونة المغربية” الشعيبية طلال، ويستحضر الروابط القوية التي جمعتها بأعضاء حركة (كوبرا) الفنية، والتي تبرز الحضور المتميز للمغرب على الساحة الفنية الدولية.
وأبرز قطبي أن هذه التظاهرة تنضاف لسلسلة المعارض التي يحتضنها متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر الذي يحتفي بمرور عشر سنوات على تأسيسه، ويمثل أحد ثمار رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى جعل الثقافة ركيزة أساسية للتنمية.
من جانبه، أكد رئيس قسم المتاحف بالمؤسسة الوطنية للمتاحف، عبد العزيز الإدريسي، أن “الشعيبية/ كوبرا.. عندما تتقاطع الحريات” يمثل استمرارا لمعرض (كوبرا) الذي يحتضنه متحف محد السادس للفن الحديث والمعاصر، على اعتبار أن أعمال الراحلة الشعيبية طلال تتقاطع مع حركة (كوبرا) إن على مستوى الموضوعات أو الألوان أو حركية العمل الإبداعي المرتبط بما يعرف بالفن الفطري.
وأشار الإدريسي في تصريح مماثل إلى أن رواد حركة (كوبرا) هم من منح الفنانة الشعيبية طلال صفة “الفنانة الفطرية”، باعتبارها كانت قريبة في أعمالها الفنية من توجه هذه الحركة التي كان لها تأثير على المسار الإبداعي للعديد من الفنانين التشكيليين في النصف الثاني من القرن الماضي عبر العالم.
يذكر أن المسار الفني للفنانة التشكيلية الشعيبية طلال عرف أوج توهجه سنة 1965، حيث شكل لقائها بسيريس فرانكو والتي أصبحت فيما بعد، منظمة أروقتها الفنية المفضلة، وبالفنان التشكيلي كورنبي العضو المؤسس لحركة (كوبرا)، منعطفا حاسما في مسارها الفني.