يمثل فيلم “ما – صرخة الصمت” للمخرج تي ماو ناينك، الذي عرض اليوم الأربعاء في في إطار المسابقة الرسمية للدورة ال21 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، دعوة إلى التفكير العميق في الصمود والنضال ضد كل مظاهر الظلم في الحياة اليومية.
تدور أحداث الفيلم خلال سنة 2022، حيث تعيش يانغون تحت وطأة حرب أهلية عقب الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد في الأول من فبراير 2021. ويتعقب قصة مي تيت، وهي شابة بورمية شابة تعمل في مصنع للنسيج في المدينة بعيدا عن قريتها الأصلية. يحدث أن العاملين لم يتلقوا أجورهم لمدة شهرين، مما دفع بمجموعة منهم إلى خوض إضراب احتجاجي، سرعان ما سيتعرضون بسببه للقمع من قبل أتباع النظام العسكري، مما أثار لدى مي تيت رعبا من صدمة عانت منها في الماضي.
ويستكشف المخرج في فيلمه الروائي الطويل الثاني، من خلال رحلة مي تيت، كفاح أولئك الذين يقاومون الظلم بشكل يومي، حيث لا يكشف إضراب العمال، الذي يهدف إلى المطالبة بالحقوق الأساسية، عن التضامن بين القائم بين العمال فحسب، وإنما كذلك عن سعي جماعي من أجل الكرامة.
كما يرصد المخرج عبر الفيلم التحول الداخلي لبطلته مي تيت التي أصبحت رمزا للصمود، بحيث لا تواجه مظاهر الظلم القائمة في الحاضر، وإنما أيضا جراح الماضي المؤلم.
وبهذا المعنى، يمثل فيلم تي ماو ناينك دعوة مفتوحة إلى التأمل في الأمل والنضال من أجل مستقبل أفضل، في قصة يحمل الصمت فيها شحنة عاطفية قوية.
وولد تي ماو ناينك عام 1971 في ميانمار، حيث يعيش ويعمل حاليا. درس الإخراج في معهد يانغون للسينما وفي كلية السينما والتلفزيون التابعة لأكاديمية براغ للفنون المسرحية.
ويعد تي ماو ناينك أول مخرج سينمائي من ميانمار يعرض فيلما طويلا في مهرجان دولي منذ 45 سنة. وعرض الفيلم الطويل الأول له “الراهب” (2014) في مهرجان كارلوفي فاري السينمائي، وفي أزيد من 45 مهرجانا دوليا، وفاز بثلاث جوائز، منها جائزة شبكة الترويج للسينما الآسيوية.
ويشارك فيلم “ما – صرخة الصمت” في المسابقة الرسمية للمهرجان المخصصة لسينمائيين من جميع أنحاء العالم، ببرمجة تضم 14 فيلما روائيا طويلا يعد الأول أو الثاني لمخرجه، ويتم تقديمه في أول عرض عالمي أو في الشرق الأوسط وإفريقيا.