بطموح وعزيمة وشغف، أبدع فنانون شباب، خلال فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان فن الشارع “كازا موجا” 2024، في رسم لوحات جدارية زينت واجهات مبان وجدران بمدينة الدار البيضاء. أعمال فنية استلهموا مضامينها من الينابيع الأصيلة للثقافة المغربية، وكذا قيم التضامن والتكافل والانفتاح على التنوع.
وهكذا، انكبت ثلة من المبدعين، بمناسبة هذه المبادرة المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من طرف شركة الدار البيضاء للتنشيط والتظاهرات، من بداية غشت إلى خامس أكتوبر المنصرمين، على إنجاز جداريات ضخمة، احتفت بفن الشارع وأضفت رونقا خاصا على جدران عدد من البنايات بالمدينة، مكرسة بذلك الدور الذي يضطلع به الفن كرافعة للارتقاء بالذوق الفني للمجتمع.
ويهدف هؤلاء الشباب، من خلال لوحاتهم المتميزة، إلى تعميم الفن في الفضاء العام، مع تزيين أحياء المدينة بواسطة جداريات تبرز قيم المواطنة والتضامن والتسامح والسلام، والتي تنسجم مع المحاور الأساسية لهذه التظاهرة الفنية في نسختها التاسعة.
وساهمت هذه الأعمال الفنية، المكونة من 10 جداريات، في إغناء الفضاء العام من خلال توفير بيئات مواتية للتفاعل والإعجاب. كما حملت هذه الجداريات رسائل بصرية قوية، حيث تحكي كل جدارية في هذه الدورة قصة وتنقل رسالة قوية، تدعو من خلالها المارة للتأمل في دور الفن وقوة القيم المدنية.
وتمتاز هذه الأعمال الفنية، الغنية بالرموز والدلالات والألوان، برسائل عن الاحترام والتضامن والمسؤولية تجاه البيئة والآخر.
وفي هذا الصدد، أنجز حمزة بندرهم، المعروف باسم “Ben”، جداريتين تركزان على حماية البيئة والتواصل بين الأجيال، كما أنجز سعيد صباح، المعروف باسم “Dais”، جدارية ترمز للوحدة والتضامن، تظهر تشابك الأيادي كتجسيد للترابط الإنساني، بينما رسم أيوب دادوش، المعروف باسم “Afrofatcap”، جدارية تجسد التعاون والتكافل بين الأجيال، حيث ت ظهر امرأة شابة ت ساعد امرأة أكبر سنا خلال عبورها الشارع.
من جهته، أضاف فابيان براڤو جيريرو، المعروف باسم “Kato”، لمسة دولية من خلال جدارية تجمع بين العناصر الرمزية والثقافية، مستلهما تصميمها من طيور السنونو وزخارف مستوحاة من مسجد الحسن الثاني. وحققت هذه الجدارية إنجازا عالميا بعدما حازت على المركز الثاني في تصنيف “أفضل 3 أعمال لشهر أكتوبر” (BEST OF OCTOBER TOP 3) من طرف منصة “ستريت ارت سيتييز” (Street Art Cities) التي تدعم فن الشارع في جميع أنحاء العالم.
وبدوره، رسم أمين حجيلة، المعروف باسم “Brush”، جداريتين، الأولى بتقنية الخداع البصري وهي تمثل القناطر التقليدية المغربية وأياد متقاربة، بينما الثانية تصور أياد ذهبية ممتدة نحو طيور تحلق في السماء، فيما رسم هشام إسماعيلي العلوي، المعروف باسم “Sika”، جدارية تصور سيدة مغربية ترتدي زيا تقليديا، ترمز إلى بساطة وجمال الحياة بالمدينة العتيقة قديما.
أما مجيد البحار، فقد أنجز جدارية تمثل منارة عظيمة على جرف، محاطة بأنواع من طيور النورس في السماء، ترمز إلى الحرية والسكينة، بينما تعاون كل من سلمى الوردي وأسامة آيت طالب على رسم جدارية تمزج بين العناصر التقليدية المغربية وأشياء من الحياة اليومية، مفعمة بألوان نابضة وحيوية.