انتقلت الفنانة والممثلة نعيمة لمشرقي مؤخرا إلى جوار ربها ، تاركة رصيدا من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية.
ابنة الدار البيضاء
ولدت نعيمة المشرقي بمدينة الدار البيضاء سنة 1943، تربيت بين درب السلطان والمدينة القديمة على يد أسرة محافظة.
بدأ مشوارها الفني مبكرا في خمسينيات القرن الماضي على خشبة المسرح ، حيث شاركت وهي طفلة صغيرة بأن أدت دور فتاة تبكي، فظلت تبكي طيلة المسرحية والى حين العودة الى البيت.
ورغبة من الراحلة نعيمة في تعلم قواعد وأدوات الفن المسرحي انضمت 1958إلى دورات تدريبية على المسرح نظمتها وزارة الشباب والرياضة بمركز الفن الدرامي في المعمورة بالرباط، لتدريب الهواة تحت إدارة الفنان الفرنسي بيير لوركا.
الخطوة الأولى
وبخصوص أولى تجاربها الفنية فكانت من خلال مسرحية “كاليكولا” رفقة فرقة المعمورة والتي أخرجها الراحل مصطفى التومي، وتلتها مشاركتها في مسرحية “البغلة المسحورة” للمخرج شارل نوغيس، و”ألعاب الحب والصدفة” للمخرج الطيب الصديقي، كما شاركت مع مسرح الأنس وفرقة البساتين.
بدأ احترافها للفن بعد انضمامها إلى فرقة المسرح الوطني محمد الخامس في الرباط، سنة 1962 وكان الصديقي هو مدير الفرقة، وشاركت معه في أعمال مسرحية كان لها صدى كبير، من بينها “السيدة كوديفا” و”المغرب واحد” و”مولاي إسماعيل” و”سلطان الطلبة” و”مدينة النحاس”، وغيرها.
أما الأعمال السنيمائية فوقفت لأول مرة أمام كاميرا السينما سنة1962 في الفيلم الإسباني الطويل “انتقام دون ميندو” لمخرجه فرناندو فرنان غوميز، وهو كوميديا اجتماعية ذات طابع مسرحي.
وفي السينما المغربية فقد شاركت في فيلمين طويلين آخرين، الأول مغربي وعنوانه “حديث الأجيال” للمخرج عبد الرحمن خياط، والآخر فرنسي إسباني إيطالي مشترك بعنوان “الدار البيضاء.. عش جواسيس” للمخرج الفرنسي آنري دوكوان، وهو دراما بوليسية
إرث فني غني
تركت الراحلة نعيمة لمشرقي إرثا فنيا مهما، مكنها من تحوز جوائز عديدة وتكريمات في مناسبات عدة، أبرزها توشيحها سنة2012 من طرف الملك محمد السادس بوسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط.