شكل موضوع “احتفاء الخطاطين بالمقام النبوي”، محور ندوة علمية ن ظمت اليوم الجمعة بمراكش، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف.
وأبرز المتدخلون خلال هذه الندوة، التي نظمها منتدى حروف للفن والإبداع، بتنسيق مع مركز التوثيق والأنشطة الثقافية التابع للمندوبية الجهوية للشؤون الإسلامية لجهة مراكش – آسفي، أن ذكرى المولد النبوي تشكل وقفة تأملية للخطاطين للتفاعل مع مواضيع ذات الصلة بكل ما يتعلق بآثار المصطفى صلى الله عليه وسلم، مثل نعاله وشعرات رأسه وبردته وخاتمه ومنبره، والتي حظيت بما تستحق من التقدير والتبجيل من طرف المسلمين في كافة المراحل التاريخية المختلفة.
وأشاروا إلى أن هذا النشاط الثقافي، يأتي للإفصاح عن حب النبي الكريم والتعلق به المنقطعين النظير اللذين تم توارثهما منذ لمست شغاف قلوب المغاربة رسالة الإسلام.
وسجل المتدخلون أنه بقدر ما سعى الخطاط منذ فجر الإسلام للسمو بالخط إلى مكانة الكلمة الإلهية، والارتقاء إلى بلاغتها وفصاحتها، بقدر ما جسد حبه للرسول الكريم في الاحتفاء به، من خلال أعمال ذات قيمة فنية وجمالية ترتقي إلى معنى الحب ودلالاته.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضح محمد العسري، رئيس منتدى حروف للفن والإبداع، أن تنظيم هذه الندوة، يأتي في إطار فعاليات ملتقى “تجليات خطية” في نسخته الرابعة المقامة إلى غاية 30 شتنبر الجاري تحت عنوان “نفحات من وحي النبوة”، والذي يتزامن مع ذكرى المولد النبوي الشريف.
وأضاف أن هذا النشاط، المنظم لأول مرة بمراكش، بغية الانفتاح على المهتمين بهذا المجال، يهدف إلى نشر الثقافة الخطية في المجتمع، وكذا إتاحة الفرصة للتعرف أكثر على أنواع الخطوط المغربية والمشرقية والفنون المواكبة لفن الخط مثل الزخرفة والحروفيات.
من جانبها، أبرزت عائشة البوعزاوي، رئيسة مصلحة الأنشطة الثقافية بمركز التوثيق والأنشطة الثقافية، في تصريح مماثل، أن هذه الندوة العلمية تسلط الضوء على مظاهر احتفاء الخطاط المغربي والمغاربة عامة، بذكرى المولد النبوي الشريف.
وأشارت إلى أن هذا النشاط الثقافي، يكتسي أهمية كونه يشكل محطة للتحسيس بهذه المناسبة الدينية باعتبار الاحتفاء بها يجسد ترسيخا للهوية الوطنية والثقافية والاسلامية، ويشكل فرصة لاستفادة أبناء القيمين الدينيين من ورشات في الخط والحروفيات.
وعلى هامش هذه الندوة، جرى بقاعة المعارض التابعة للمركب الإداري والثقافي محمد السادس باب اغلي، افتتاح معرض يشارك فيه عدد من الخطاطين والحروفيين من مختلف المدن المغربية، ويبصم على إبداعات جديدة في فن الخط المغربي والحروفية العربية بتعدد اتجاهاتها.