يستضيف رواق باب الرواح بالرباط في الفترة من 12 إلى 29 شتنبر الجاري، معرضا استثنائيا مخصصا لأعمال الفنان التشكيلي حميد الدويب تحت عنوان “حميد الدويب: خمس عقود من الفن التشكيلي”.
وذكر بلاغ للمنظمين أن هذا المعرض يقام بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل تحت إشراف أمينة المعرض، مريم حميش، مستعرضا خمسين عاما من الإبداع الفني المليء بلحظات من التألق، وفترات من الشك، وبعض الانكسارات، وأخرى من النهضة والتجديد.
وأوضح البلاغ أن هذا المعرض ي ظهر مدى عمق وتنوع المسيرة الفنية الفريدة للفنان منذ بداياته في السبعينات ببروكسيل، تحت تأثير السريالية والواقعية المفرطة، مرورا بفترات من الصمت الفني بين عامي 1985 و2000، والتي تمثلها بعض الرسومات على الورق ولوحة تجسد نسرا في وسط الصحراء، ووصولا إلى أعماله الأخيرة التي تتسم بالظلال والتأملات الداخلية. وبحسب المصدر ذاته، فإن حميد الدويب، فنان يتمتع بحساسية مفرطة ومشحون بشعور من الحزن، يبدو كأنه يحمل في داخله جراح أسلافه، التي يعبر عنها في أعماله التي غالبا ما تكون مؤثرة للغاية، مضيفا أن ابنته، صوفيا الدويب، وصفت هذا المعرض بـ “الملحمة الفنية والشخصية التي تعكس الصراعات الداخلية لوالدها، وسعيه وراء ثقافة الاعتراف، وعلاقته المعقدة بالفن”.
وأشار إلى أن هذا المعرض يسعى ليكون رحلة عبر الزمن من خلال أعمال ذات طابع شخصي في الغالب، وتقديم تأمل في العلاقة بين الفن والمعاناة، حيث تتحول اللوحة إلى ملاذ غامض، يشكل في الوقت ذاته مصدرا للحياة والألم للفنان. وسجل البلاغ أن هذه الرؤية الاستعادية تدعو الزوار لاستكشاف العالم التشكيلي والمعاصر لحميد الدويب من خلال أعمال تتميز بدقة تقنية نادرة وتفيض بالمشاعر، لافتا إلى أنه سيتم عرض مجموعات من البورتريهات والتعبيرات من خلال الأيدي، بالإضافة إلى بعض الأعمال النادرة التي تكرم الجسد الأنثوي الذي يلهم الفنان، والذي يحب رسمه وتجميله.
ويشكل هذا المعرض الذي يكرم إحدى الشخصيات البارزة في الفن التشكيلي المعاصر المغربي، خطوة هامة في مسيرة حميد الدويب نحو الاعتراف الفني في بلده الأم، المغرب. فبعد أن أذهل الجمهور في طنجة والدار البيضاء من خلال معرضيه الفرديين هذه السنة، يعود حميد الدويب إلى الرباط ليعرض خلاصة أعماله في الرواق الشهير “باب الرواح” الذي يتطلع إليه العديد من الفنانين المغاربة.