بداية قدم لقرائنا سعيد اوصغير، من يكون؟
سعيد اوصغير، فنان، أؤدي فن العيطة الفيلالية الذي تعرف به منطقة تافيلالت وايضا الأغنية الأمازيغية.
سعيد من أبناء مدينة أرفود، دخل عالم الموسيقى و التغني بتراث الفن البلدي منذ بضعة سنوات، ينتمي الى مدرسة الفن الهادف الذي يعتمد على الكلمات المعبرة القوية والبسيطة المستقاة من الواقع المعاش واليومي للمغربي. نشأ سعيد في وسط بسيط، صقل موهبته الفنية رغم الظروف الصعبة واصل مشواره الفني وغاص في دروب مقاماته الفنية التي أثقنها على الرغم من أنه لم يتلق تكوينا أكاديميا.
حدثنا عن مشاركتك في مهرجان فن البلدي العيطة الفيلالية الذي سينظم مابين 13 و14 شتنبر؟
بالفعل سينظم في الفترة مابين 13 و14 شتنبر الجاري مهرجان فن البلدي للعيطة الفيلالية بمدينة ارفود الذي يهدف منظموه إلى التعريف بهذا الفن والموروث الثقافي التي تزخر به منطقة تافيلالت و أيضا بشيوخه وتشجيع الشباب للحفاظ عليه و تطويره حتى يحجز مكانة له وسط الفنون الموسيقية الأخرى.
حدثنا عن أعمالك الفنية الحالية ومشاريعك المستقبلية؟
أصدرت مجموعة من الأعمال الفنية رغم محدودية الموارد ومنها الأغنية التي تغنى في مختلف المناسبات الوطنية والتي تحمل عنوان ” كنتي مغربي “.
وحاليا، أحضر لعمل فني جديد سأصدره قريبا، الى جانب مشاركتي في المهرجان الدولي للتمور بارفودالذي سينعقد في اواخر شهر أكتوبر، إلى جانب القيام بجولة فنية بفرسا بغاية بالفن البلدي أوالعيطة الفيلالية .
لا نجد سعيد في المهرجانات الصيفية خاصة، هل سعيد غائب او مغيب؟
بالنسبة لغياب الفنان سعيد اصغير خصوصا هذا الصيف ، فالأمر راجع بالدرجة الأولى لوفاة والدتي، أما بالنسبة للغياب، فهو ليس بإرادتي، فأنا مغيب عن العديد من المهرجانات الصيفية، للأسف الفنان الذي ينتمي لمنطقة الجنوب الشرقي او جهة درعة تافيلالت دائما في يعاني من التهميش والإقصاء من جميع التظاهرات الوطنية التي نجد فيها جميع الأنماط الموسيقية إلا موسيقى فن البلدي او العيطة الفيلالية، والسبب في نظري يعود لسماسرة الفن،وأتمنى أن تعطى الفرصة للشباب للتعريف بمختلف الأنماط الفنية التي يزخر بها المغرب.
حدثنا عن الفن البلدي، العيطة الفيلالية، ومالذي يميزها عن باقي العيوط الشعبية ؟
يعتبر الفن البلدي من الفنون الغنائية الأكثر شهرة بمنطقة تافيلالت بعد فن الملحون و من المرجح ان هذه التسمية التي عرف بها فهي تقابل الرومي أي كل الألوان التي نبتت و ازدهرت خارج البلد، و تعد مناطق مدغرة و الجرف مهدا لهذا الفن الذي حقق انتشارا واسعا في كل تافيلالت ونواحيها، و يعتمد فن البلدي في بنيته على الكلمات البسيطة و العميقة، التي تنهل من المعاش اليومي البسيط، حيث الواحة والطبيعة، كما أن النصوص المغناة، مكونة مما يصطلح عليه محليا “بالقياسات” بالإضافة إلى “الحبات” أي الاسطر الشعرية و الحربة أو لازمة كل قطعة غنائية .
و من الصعب الحديت عن شعراء معروفين في فن البلدي، طالما أن إنتاج النصوص غالبا ما يكون مرتجلا و متناسقا مع الإيقاع الموسيقي، ومن ثمة فإن النصوص المتوارثة، التي لازالت تردد وتحفظ عن ظهر قلب الى الآن هي نصوص مشتركة ساهم فيها مجموعة من الفنانين الذي يتغنون بهذا الفن، أما على المستوى الموسيقى، فإن للفن البلدي جملا موسيقية بسيطة شبيهة الى حد كبير بجمل العيطة، كما أن الآلات المستعملة لا تخرج عادة عن آلة “العود ” ،”الدربوكة” ، “التعزية” ، “الخرخاش “،” السنتور “بالنسبة للفن البلدي المدغري، أما بالنسبة للفن البلدي الجرفي، فيعتمد على آلة “الكصبة “او الجعبة و” الطعريجة” و “البندير” و “الدربوكة “، ولايفوتني التنويه بما قام به جيل الشباب بإضافة تخريجات جمالية، ليقبل عليه شباب اليوم ويتداولوه في مختلف ربوع الوطن.