هلا تفضلت منى أسعد بتقديم جديد أعمالك الفنية؟
انتهيت من البوم غنائي يضم ست أغاني مغربية بإيقاعات شعبية، ولقد طرحت مؤخرا أغنية “درتو الحق فيا” على أن أوصل طرح باقي أغاني الألبوم على التوالي بمعدل أغنية كل شهر.
ألف الجمهور منى في الأغنية الطربية، اليس الأمر فيه جرأة منك؟ ألا تخافين من ردة فعل محبيك؟
صحيح، الكل يعرف منى ويحبها وهي تغني الأغاني الطربية وإصدار أغنية شعبية، بمثابة خطوة جريئة بالنسبة لي ولكل من يعرفني. لكن عشاق الأغنية الطربية موجودون لكنهم قلة ولا يمثلون إلا 35 في المائة، وأنا كفنانة، مصدر رزقي هو الفن فيجب أن أعمل طيلة السنة وليس بين الفينة والأخرى وهذا ما يحدث بالنسبة لعشاق الفن الأصيل.
زد على ذلك أن منظمو المهرجانات، يطلبون الفنانين الذي يؤدون الطرب الشعبي لإقبال الجماهير عليه بنسبة تصل إلى 95
في المائة. ولا أخفي جمهوري أمرا، فأنا أعشق الأغنية الشعبية وأؤديها في الأعراس، وأذكر مرة كنت في سهرة خارج أرض الوطن وطلب مني أداء أغنية شعبية وقمت بأداء أغنية “العلوة” وفي حضور رائدها حجيب.
بالنسبة لعلاقة منى مع المهرجانات التي تقام في المغرب هل هو غياب أم تغييب؟
بالفعل هناك غياب والسبب رفضهم للمطربين لأن محبي الاغنية الطربية قليلون بخلاف الأغنية الشعبية لذلك نجد اليوم غالبية الفنانين المغاربة يصدرون أغاني مغربية بإيقاعات شعبية،ويعيدون التوزيع الموسيقي للعديد من الأغاني التراثية.
ألا تفكر منى اسعد في إعادة التوزيع الموسيقي لأغنية تراثية؟
التراث المغربي غني ، لدينا كنز لن ينبض ويمكننا الاشتغال عليه، فقط لا اريد السقوط في التقليد، وسبق لي أن قمت بإعادة أداء اغنية “امي دادا حنا” التي أدتها الحاجة الحمداوية وهي من كلمات وتلحين والدي محمد الباشا رحمة الله عليه ولم يسبق لها أن ذكرت اسمه.
انت منى الباشا وما حكاية منى سعد؟
عائلتي كانت رافضة ولوجي للفن، لو ان جدي المكي الباشا كان على قيد الحياة لما تمكنت من الغناء.
والدي هو من شجعني وكان سندا لي منذ صغر سني، حيث كان عاشقا لآلة العود التي تعلمها على يد زوجة أبيه التطوانية الأصل. فعائلة الباشا كما يعرف الكل، عائلة محافظة ولن يقبلوا أن أغني على الرغم من أن بيتنا كان مفتوحا في وجه عمالقة الأغنية المغربية والعربية، أحمد البيضاوي ، إسماعيل احمد، علية التونسي، محمود الإدريسي ووردة الجزائرية.
واذكر في مرة سافر والدي رفقة الحاجة الحمداوية وقمت في غيابه بتسجيل الآذان بصوتي، فلما سمعه أعجب به ووعدني بأنه سيقدمه لإسماعيل البيضاوي الذي أعجب رفقة الجوق الوطني بصوتي وطلب إسماعيل أحمد وهو رئيس قسم الموسيقى في الإذاعة الوطنية من والدي أن أشارك في المهرجان الثاني للأغنية المغربية.
هنا بدأت حكايتك مع الفن؟
نعم عندما سمع المرحوم إسماعيل أحمد صوتي ، سأل والدي من تكون هذه السيدة فأخبره بان عمري لا يتجاوز 12 سنة وبأني ابنتهن رحب بي وتنبأ لي بمستقبل كبير في ساحة فنية لم تكن تضم سوى لطيفة رأفت، سميرة بنسعيد، سمية قيصر، عبد الهادي بلخياط، عبد الوهاب الدكالي.
وبعدها التحقت بالإذاعة الوطنية وأديت أغنية أنا في انتظارك لأم كلثوم وصفقت لي أعضاء الجوق الوطني كلهم ، فزاد يقين والدي بأني فنانة.
شاركت في المهرجان الثاني للأغنية المغربية رفقة الفنانة آمال عبد القادر بأغنية خلليك حبيبي أنا لأحمد بنموسى وحصلت على جائزة أحسن صوت من بين 22 صوت، فيما حصلت آمال عبد القادر على الجائزة الثالثة. وبعدها تم اقتراحي للمشاركة في الأغاني الوطنية لعيد العرش سنة 1989 حيث كان الراحل جلالة الملك الحسن الثاني يطلع على الأغاني قبل إصدارها.
بعدها خصص الراحل الحسن الثاني لقاء كبيرا لجل المشاركين وكنت أصغرهم، حيث طلب مني جلالته التقدم نحوه قولا: جيبوا ليا البنت الصغيرة، سألني منين جيتي ، أجبته من السما طحت، ابتسم، تعلثمت حينما سألني عن والدي فتم إخباره اني حفيدة المكي الباشا، فقل رحمة الله : انت حفيدة المكي وخلاك تغني؟ أجبته بسرعة مات آسيدنا مات..
من هنا كانت انطلاقتي ، حيث شاركت بعدها في عدة حفلات وسهرات وشاركت في سباق المدن وحصلت على جائزة الرباط
كان والدي يحرص على أن أغني في الصيف فقط فيما باقي السنة فللدراسة، حيث كان والدي رحمة الله عليه يرافقني أينما حللت ويدرسني المقامات في البيت.