مؤهلات فنية وتشخيصية عالية ابان عنها الممثل المغربي هشام إبراهيمي من خلال مشاركته في السلسلة الدرامية “قبر الحياة”، التي تعرض على القناة الأولى كل خميس، و المكونة من أربع حلقات، أخرجها المخرج يونس الركاب، ﺗﺄﻟﻴﻒ نبيل المنصوري.
سلسلة تعالج موضوعا اجتماعيا، عانى منه العديدون والمتعلق بالنصب العقاري على زبناء يشترون قبر الحياة “في البلان”، ومنهم عماد بطل السلسلة والذي اقتنى شقة في مشروع عقاري جديد لم ينجز بعد، حيث هدف الى مفاجأة زوجته سارة، لكن لن يسعفه الحظ وسيجد نفسه أنه وقع ضحية عملية نصب، هذه الأخيرة التي ستهدم بيت الزوجية بدلا من بنائها خاصة وأن زوجته ستطالبه بالطلاق بسبب إخفائه لما حصل له عنها، الأمر الذي اعتبرته غدرا من قبل زوجها.
لتبدأ رحلة عماد ومعه باقي ضحايا المشروع العقاري الوهمي القيام بمحاولات لاسترجاع ” رزقهم”، لكنه سيجد نفسه متورطا في جريمة قتل صاحب المشروع، ليصاب بعدها بفقدان ذاكرة جزئي.
رافق هشام ابراهيمي في هذه السلسة عددا من النجوم من أبرزهم، حسناء مومني، قدس جندل، أيوب أبو النصر، سحر الصديقي، فاطمة الزهراء الحرش، إضافة الى العربي أجبار، ورشيدة منار، مصطفى حسين، ومراد حميمو، نزهة بدر، الصديق مكوار، كريم بوملال، وغيرهم.
تقمص هشام ابراهيمي، شخصية المقاول والمنعش العقاري، بكل خصاله وخصوصياته، في عالم المال والاحتيال، الأمر الذي يقيس فئة عريضة من المشاهدين خاصة منهم الذين تعرضوا لعمليات النصب والاحتيال ، أثناء محاولاتهم البحث عن بيت يحتويهم وأسرهم الصغيرة. ليتحول الحلم الى كابوس يجر وراءه عدة ويلات ومشاكل تؤدي الى تفكك الأسرة بدل من لم الشمل تحت سقف واحد.
ابراهيمي في تصريحات صحافية متفرقة، أعرب عن سعادته بالمشاركة في هذا العمل، الذي وصفه بالمميز، كما ابرز القيمة الاجتماعية للسلسلة التي صورت بمدينة أصيلة، والمواضيع والقضايا التي يقيسها إلى جانب موضوع العقار الرئيسي، وهي تجربة جديدة، تعكس مرايا مصقولة تنعكس عليها قضايا المجتمع والمواطن المغربي، وبالتالي تكون التلفزيون في جانها الدرامي، المنصة الحقيقية القادرة، على الإمتاع، من خلال طرح أي إشكالية أو ظاهرة، وإعادة صناعتها وفق رؤية فنية مبدعة.
و أثنى إبراهيمي على هذه التجربة وعلى التعامل مع المخرج يونس الركاب، وعلى أجواء التصوير التي وصفها ب “الرائعة”، كما حبذ فكرة استمتاع الجمهور بالمغربي بالدراما المغربية على طول السنة دون الحاجة إلى انتظار رمضان، وهذا الأمر يجعل المشاهد المغربي أكثر التصاقا وتحبيبا للانتاجات الوطنية، التي تعبر عن انشغالاته وهمومه.