خولة بنزيان، فنانة مغربية، وجدية المولد، رئيسة جمعية وجدة الالفية الثقافية و التنموية، عشقت الطرب الغرناطي ونهلت أدبياته في سن صغيرة على يد الاخوين شعبان ابناء الشيخ صالح شعبان بالجمعية الاندلسية بوجدة، تعلمت مهارة العزف على الة الكمان الطو، مما جعلها من امهر العازفات النوادر في هذا الفن على المستوى العالمين تمتلك خولة صوتا شجي وتجيد العزف
على آلتي العود والموندولين، لها مشاركات عديدة في مهرجانات دولية.
حدثينا عن جديد أعمالك الفنية؟
أنا بصدد التحضير لإصدار بعض الأغاني من أدائي و تلحين الموسيقار السوري الجنسية، الأستاذ بطرس بطرس، والذي أشكره من هذا المنبر على دعمه وثقته ، وقريبا سأصدر أغاني طربية للموسيقى العربية الحديثة ومن أهمها يا شام ضميني..
وقمت مؤخرا بمعية أبرز رواد الطرب الغرناطي بمدينة وجدة بتأسيس جوق جهوي، هذا الحلم الذي تحقق بعد انتظار لسنوات شاركت في أمسيات فنية للطرب الغرناطي، أهمها افتتاح فعاليات مهرجان الطرب الغرناطي لهذه السنة.
وأقوم بتسجيل بعض النوبات رفقة أمهر الفنانين وثلة من الشباب المولوع بهذا الطرب رغبة مني في الحفاظ على الطرب الغرناطي كموروث فني.
وشاركت رفقة أعضاء جمعية وجدة الألفية للثقافة والتنمية التي أترأسها، في فعاليات الدورة 31 من مهرجان الطرب الغرناطي.
ورغبة مني لتثمين الطرب الغرناطي، وإضفاء لمسة حديثة عليه
فسأصدر في المستقبل القريب، أغنية يا غزالي والتي هي ثمرة لمجهودات فنية، حيث إختيار الكلمات وتوضيب الجمل الموسيقية في شكل جديد.
أنت تعشقين الطرب الغرناطي ؟
الطرب الغرناطي هو موروث فني قديم، يعبر عن تعدد الروافد الفنية والابداعية للأمة المغربية، حيث يسافر بالمستمع إلى عوالم وأمجاد تليدة، ومن مميزاته أنه يفرض احترام طقوس وأعراف على مستوى الزي والحضور والتنوع في الآلات والأصوات في انسجام جماعي فريد من نوعه، وتعتبر مدينة وجدة قلعة صامدة محتضنة لهذا الطرب الذي هو مهدد بالتطاول على موروثه والالتفاف على أصالته، مما يفرض المسؤولين، اليقظة للحفاظ على هذا الموروث وتوثيقه وتسجيل نوباته، وتقديم الدعم للفنانات والفنانين (الكنوز البشرية) لصون هذا الإرث.
لما لم يعرف هذا الفن تطورا على مستوى القالب والتشكيلة كما هو الشأن بالنسبة للفن الاندلسي؟
سؤال مهم ، في البداية لابد من الإقرار بأننا أمام موروث ثقافي له خصوصياته ومميزاته التي تفرض نوعا من الصرامة في مواجهة أية عملية تجديد أو تطوير، ذلك أننا بمدينة وجدة نحرص على الحفاظ على أصالة النوبات، لكن بالمقابل على مستوى الشكل وتنوع الآلات الموسيقية، فإن الساحة الفنية بمدينة وجدة عرفت وتعرف تطورا ملحوظاـ بالنظر لعدد الشباب الذين أصبحوا يؤسسون الجمعيات لتمرير هذا الفن للأجيال القادمة.
بنظرك لما لا يحضر الفن الغرناطي في المهرجانات الكبرى ؟
هذا سؤال، من الواجب طرحه على منظمي تلك المهرجانات الكبرى لمعرفة المعايير والدوافع الكامنة وراء تلك الاختيارات، أما من وجهة نظري، فالمهرجانات الكبرى تعرف حضورا جماهيريا وتعبأ لها إمكانيات مالية وتغطية إعلامية من الضروري أن تشكل فرصة لتنويع العروض الفنية لتسويق الصورة الحضارية للمغرب.
فالمهرجانات لتكون عالمية وذات إشعاع واسع لابد لها من أن تعتمد معايير تراعي الهوية المغربية وبالرغم من ذلك فإننا نطمح إلى المشاركة في تظاهرات فنية تراعي السياقات الوطنية والدولية والحمولات الفنية التي يزخر بها المغرب.
الطرب الغرناطي بالإمكان إدراجه في مختلف المهرجانات ذلك أنه يتوفر على نوبات فريدة من نوعها، ولقد سبق لي أن خضت غمار fusion new gharnatiحيث مزجت الطرب الغرناطي مع أنواع من الموسيقى العالمية ولقيت هذه التجربة نجاحا مهما.
هل هو تهميش للفن الغرناطي ام لأنه لا يستهوي الشباب ويبقى حكرا على النخبة؟
خريطة المهرجانات الثقافية الكبرى ونوعية الأسماء المشاركة فضلا عن الخلفيات الايديولوجية والوجوه المشرفة على تنظيم بعض المهرجانات كلها عوامل تعكس حقيقة ما يدور ويروج وراء الستار، مع احترامي لبعض المهرجانات، فإن العديد منها يسوق ثقافة التفاهة ويكرس بعض الوجوه لتمرير بعض السلوكيات…