مسلسل “عام ونهار ” عمل درامي , فني يرفع الستار عن الواقع الذي نعيشه من خلال مواكبته لقضايا المجتمع التي تخص ” الطليقين”.
المسلسل ناقش ظاهرة الطلاق في المجتمع المغربي , و سلط الضوء على مخلافاته الجسيمة التي يكون لها أثر كبير على الأبناء والتي يجسدها المسلسل في شخص نورة الدور الذي تلعبه الفنانة “سلوى زهران” , إذ نجدها تسعى جاهدة في المسلسل إلى التمسك بإبنها “علي ” قدر الإمكان حتى بعد زواجها الثاني …
وفي حوار أجريناه مع كاتبة سيناريو المسلسل ” بسمة هجري” لمجلة فنانة” أكدت لنا أن المسلسل عالج العديد من الظواهر التي تخص بالأساس ظاهرة الطلاق وتبعياته التي وضعها المسلسل في شكل رحلة مابعد الزواج ومشكل إسقاط الحضانة على الطليقة بعد قرارها الزواج مباشرة في حالة إن كانت الحضانة من حق الأم مباشرة بعد الطلاق, أما في حالة الرجل أي “الطليق” إن كانت من حقه الحضانة لأي سبب من الأسباب حتى وإن تزوج للمرة الثانية فلن تسقط عليه الحضانة خلافا للمرأة أي “الطليقة”.
وأشارت السيناريست إلى أن إسم المسلسل نابع من قانون مدونة الأسرة الخاص ب” الحضانة ” ومسلسل “عام ونهار” جاء لمناقشة هذا القانون إذ نجد نورة تحاول قدر الإمكان إلى إخفاء زواجها الثاني من يوسف كي لا يسقط عليها طليقها “رشيد” الشخصية التي يجسدها الفنان ” عادل أبا تراب ” الحضانة، حتى لاتقع في مشاكل قانونية تجعل حضانة ابنها لزوجها السابق الأمر الذي يجعل من نورة أن تتزوج سرا من يوسف حب حياتها وأن يتحدى الإثنان موضوع زواجهما لمدة “سنة ويوم واحد” وهي المدة القانونية التي تحول دون مطالبة طليقها بحضانة إبنها .
وبخصوص إختيار شخصية نورة كمحامية في المسلسل الدور الذي تلعبه الفنانة “سلوى زهران” قالت بسمة الهجري “كان إتفاق بالإجماع من طرفنا نحن لسيناريست كي نسلط الضوء على عدة قضايا تخص الرجل والمرأة بعد طلاقهما إذ نجد في كل حلقة من المسلسل البطلة وهي نورة تحاول مناقشة ومعالجة قضية من القضايا التي تخص مدونة الأسرة والمسلسل تم الإشتغال عليها من خلال مجموعة من لسيناريست أمثال : جواد لحلو و وأيوب الوسفي الذي يلعب دور يوسف الزوج الثاني لنورة , وأيوب الهنود مخرج …
وأكدت لنا بسمة أنهم إتفقوا جميعا على نفس الوجهة وهي توضيح هاته المواضيع التي تخص “الكوبل” بعد الطلاق على الشاشة ووضعها في قالب فني درامي و إنساني ينال إعجاب المتلقي …
ونوهت ” بسمة هجري” بالفريق المبدع الذي إشتغل بمهنية عالية في جو كان يطبعه الإيخاء والإحترام إلى جانب التعاون الكبير الذي لمسناه من طرف الممثلين من خلال تدريباتهم المكثفة والتعاون الجميل الذي لمسناه نحن ككتاب السيناريو وهو ماجعل التصوير ينتهي في جو جميل ورائع مما ساهم في نجاح المجتمع
وزادت قائلة بسمة “بأنها سعيدة بالتعاون مع شركة الإنتاج ” عليان بروداكت ” التي إشتغلت بمهنية عالية ساهمت في نجاح المسلسل .
وبالعودة إلى موضوع المسلسل فعبرت لنا بسمة أن مسألة إخفاء نورة لزواجها كانت مسألة صعبة جدا خاصة أن نورة و يوسف كانوا من نفس المدينة مما زاد الطينة بلة بين الزوجين…
المسلسل أيضا عالج الكثير من المشاكل والعوائق التي واجهت الشخصيات كالبحث عن الإستقرار ، فرض الذات ، مواجهة الخوف والفقدان ، التصالح مع الذات ، الحب …إلخ
ومن خلال حلقات المسلسل يعيش المشاهد حبكة درامية إجتماعية تبحر به في عالم الواقع ومشاكله الكثيرة التي جسدها المسلسل في هذا القالب الفني والذي إختار له إسم “عام ونهار”…..