أحيت فرقة “ديود” والمجموعة الغنائية لمحمود جمعة من مصر، الخميس، حفلا بهيجا بالفضاء التاريخي جنان السبيل بفاس، ألهبتا خلاله حماس الجمهور بأغان وألحان ومعزوفات موسيقية رائعة.
وشنفت فرقة “ديود” التي تضم عازف آلة العود الإلكترونية الفرنسي الجزائري مهدي حداب، والعازف على عدة آلات موسيقية صمادج، أسماع الجمهور على مدى نحو 60 دقيقة، بنغمات وإبداعات فريدة لموسيقى “الروك” الحديثة.
من جهته، أتحف نجم الأغنية الشعبية بمصر محمود جمعة الجمهور بأغان تراثية صعيدية نهلت من فن الكف “الصعيدي” الذي يعتبر من أشهر الفنون التراثية الشعبية في محافظات صعيد مصر. وسافر النجم المصري بالجمهور في عوالم وألحان قلب الأقصر بمصر، عاصمة حضارة الفراعنة قديما.
وأدت المجموعة المصرية، التي تضم مجموعة من العازفين الموهوبين على آلات الدف والعود والطبل، أغان تراثية محلية من ضمنها “سير بينا يا قطار”، “ياورد الجناين”، إضاة إلى أغنية ارتجالية تغنت بالمغرب وفضاءاته التاريخية تفاعل معها الجمهور بحرارة.
وفي واحدة من أقوى وأ م ي ز لحظات هذا الحفل، قدمت المجموعتان سويا أنغاما وألحانا موسيقية عذبة ألهبت حماس الجمهور .
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أفاد الفنان مهدي حداب، بأن “ديود” عبارة عن مشروع اشتغل عليه منذ سنوات مع الموسيقي “صمادج”، بهدف إنتاج نغمات موسيقية لآلة العود والموسيقى الإلكترونية.
وأشار عازف آلة العود إلى أنه التقى الصيف الماضي بمدينة الأقصر المصرية بالفنان محمود جمعة ومجموعته وقررا الاشتغال سويا على عمل فني مشترك، وهو ما أثمر إبداعا جميلا لموسيقى تمتح من الريبرتوار المصري الشعبي والموسيقى الحديثة.
ويروم مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة، الذي يتواصل إلى غاية فاتح يونيو، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، إبراز فترة التعايش السلمي ما بين الديانات في تاريخ الأندلس من القرن 8 إلى غاية القرن 15، تلك الحقبة التي اعتبرت “زمنا ذهبيا” لازالت روحه حاضرة بالمغرب.
وتحل إسبانيا ضيف شرف هذه الدورة المنظمة تحت شعار “شوقا لروح الأندلس”، من خلال برمجة تتضمن عروضا فنية تمتزج فيها الألوان الموسيقية لكلا البلدين، شاهدة بذلك على عمق وتجذر الروابط التاريخية والأخوية التي تربط شبه الجزيرة الإيبرية بالمملكة المغربية، استشرافا لمستقبل مشرق وواعد للمملكتين.
ووفاء لروح فاس، تقترح هذه الدورة برمجة متنوعة ومنفتحة على ثقافات وروحانيات من مختلف البقاع، حيث تلتقي خلال هذه النسخة نخبة من الموسيقيين المشهورين على غرار نجم الموسيقى الصوفية الكبير سامي يوسف، وفنان الفلامينكو فيسنتي أميكو، أو حتى حفل ستابات ماطر، بقيادة المايسترو باولو أولمي.