ادريس عدار
ملايين الدراهم صُرفت على سيتكومات وسلسلات ومسلسلات في أدنى مستوى
رمضان يغادرنا ويترك لنا فقط الأسئلة القلقة حول الإنتاج التليفيزيوني الرمضاني، الذي استخلص ملايين الدراهم من الميزانية العامة تم تم تقديرها ب12 مليار سنتيم، حازت منها سلسلة تافهة لكاميرا خفية حوالي مليار سنتيم، رغم أنه تم قبولها دون أن تتوفر فيها الشروط المطلوبة، ولهذا ينبغي أن يتم فتح الباب على المنافسة، حتى يتم قبول السلسلة الأحسن والأجود.
لاحظنا كما لاحظ كثير من النقاد الضعف الكبير في السيناريو والحوار، حتى تعتقد أحيانا أن الممثلين يستظهرون محفوظاتهم، ولا نعتقد أن الفنانين في أغلبهم هم من هذا الصنف، فأكثريتهم متمكنة من الحرفة، ولكن القضية مرتبطة بأمور أخرى كالإخراج والإنتاج، حيث يسعى بعض المنتجين إلى تقليل التكلفة، وبالتالي هو يسارع الزمن من أجل تسجيل الحلقات حتى لا يتطلب الأمر أموالا إضافية.
غياب السيناريو الدقيق هو الميزة التي تطغى على معظم الإنتاج التلفزي الرمضاني، مع بعض الاستثناءات القليلة، حيث لا نعثر على سيناريو مكتوب من قبل متخصصين ليس فقط في تقنيات كتابة السيناريو ولكن في الإبداع، تم التمييز بينه وبين الحوار، الذي يرسم تفاصيل السلسلة أو المسلسل، وأحيانا ، وحسب معلومات متوفرة لدينا، يكتفي المخرج بالسينوبسيس، الذي يرسم معالم المنتوج الكبرى، ويتعاقد مع خلية للكتابة تطور حوارات لكل حلقة، لهذا نرى التنافر أحيانا في كثير من الإنتاجات.
بعد أن انتهى العرض الرمضاني لم يبق أمامنا سوى تقييم الحصيلة، وذلك من خلال معياري الفرجة والهدف، فمن حيث الفرجة لا يمكن القول إن الإنتاجات شدت المشاهد، والأرقام المتداولة من ماروك متري لا تعكس الحقيقة، ليس لأنها غير دقيقة ولكن لأن الإنتاجات كلها يتم عرضها في فترة جلوس المغاربة على مائدة الإفطار بمعنى رؤيتها قسرا.
فمن حيث الفرجة لا يمكن بتاتا القول بأن الإنتاج التلفزي حقق جزءا منها بدليل أنه بعد فترة الإفطار يفر المغاربة نحو القنوات العربية التي تعرض المسلسلات المصرية، الجيدة الإتقان، حيث لا يمكن طبعا المقارنة بين النموذجين، لكن في الحد الأدنى الإنتاج المغربي لم يحقق المنافسة في مستواها الصغير، أي حتى لو تمت مقارنته بالإنتاج النظير له ستجده ضعيفا.
أما من حيث الرسالة والهدف فإن الإنتاج التلفزي المغربي مضطرب من حيث المضامين وضعيف من حيث صياغتها، إذ مع غياب الفرجة تغيب الرسالة التي يريد إيصالها إلى المشاهد.