كان عشاق التعبير الفني المعاصر على موعد مع أعمال الفنانة المغربية إيدان ماراك (نادية كرم)، بمناسبة النسخة الأمريكية لمعرض الفن الإفريقي المعاصر (1-54)، التي جرى تنظيمها ما بين 1 و4 ماي الجاري بنيويورك.
وهكذا، تمكن زوار مبنى “ستاريت ليهاي” في قلب حي تشيلسي الفني في مانهاتن، من الغوص في العالم الإبداعي الذي يميز أعمال هذه الفنانة المغربية، وذلك من خلال معرض فردي نظمه معرض (سو آرت غاليري).
تقدم كل لوحة تعرضها ماراك نافذة فريدة على عالمها المفعم بالذكريات. إذ توجه أعمالها، التي تتضمن غالبا رسائل خفية وتأملات حول الرهانات المعاصرة، دعوة لجمهورها من أجل الانغماس في رحلة استكشافية لسبر المجتمع والإنسانية.
وتجمع أعمال إيدان ماراك بين الكلمات والصور والألوان، كما تقدم للزوار تفاصيل آسرة عن جوانب كاملة من الحياة ونبذة عن قوة التعبير الفني.
ويعتبر العمل الإبداعي للفنانة المغربية، التي تنحدر من مدينة الرباط، مزيجا ينصهر الفن والتأمل بداخله لبلورة تجربة غامرة ترسخ في الأذهان، كما جاء في ورقة تعريفية بالفنانة لجمهورها في نيويورك.
وفي أعمالها، تتبنى الفنانة المغربية، التي اختارت الاستقرار في ميامي، نهجا يقوم على “المرونة والفوضى الإبداعية، مفضلة الانسيابية على الشكل في أعمالها. كما تستكشف كيفية تشكيل قيمنا وممارساتنا الثقافية لوجهات نظرنا وأحكامنا المسبقة وقوالبنا النمطية”.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعربت إيدان ماراك عن اعتزازها بتمثيل المغرب في هذا المعرض الدولي المخصص للفنانين من القارة الإفريقية، مشيرة إلى أن هذه الفعاليات تتيح فرصة للتعرف على الاتجاهات الجديدة في عالم الفن المعاصر.
وفي ما يتعلق بأعمالها، تتحدث الفنانة عن مزيج متناغم من الكلمات والألوان والخامات لتروي قصصا، خاصة عن الثقافة التي نشأت فيها. وبالنسبة لها، تعد البورتريهات ألغازا يتعين على المشاهد فك رموزها أثناء تنقله بين اللوحات، لفهم القصة وإدراك الرسالة التي تريد الفنانة إيصالها.
ومن خلال دورات سنوية في كل من لندن ومراكش ونيويورك وباريس، ي عتبر معرض “1-54” تظاهرة فنية دولية رائدة مخصصة للفن المعاصر من إفريقيا وجاليتها. كما يعتبر هذا المعرض، الذي يحيل على 54 دولة تشكل القارة الإفريقية، منصة مستدامة وحيوية ملتزمة بالحوار والترويج للفن.