تم، مساء الثلاثاء في نيويورك، تسليط الضوء على الأعمال السينمائية للمخرج المغربي أحمد المعنوني، وذلك خلال لقاء ثقافي نظم بمبادرة من القنصلية العامة للمغرب بالحاضرة الأمريكية.
وترصد أعمال السينمائي محطات من تاريخ المملكة وذاكرتها الجماعية.
وفي كلمة بهذه المناسبة، أبرز القنصل العام للمغرب بنيويورك، عبد القادر الجموسي، أن هذا الحدث يهدف إلى إطلاع الأجيال الصاعدة من الجالية المغربية المقيمة بالولايات المتحدة، وخاصة بنيويورك، على الأعمال السينمائية التي طبعت المشهد الثقافي في المغرب.
واعتبر أن الأفلام الوثائقية التي أنجزها السيد المعنوني، وأبرزها “آليام آليام” و”الحال”، أو ثلاثية “محمد الخامس.. على درب الحرية”، تندرج ضمن هذه الفئة التي تخلد مراحل هامة من التاريخ الشعبي والسياسي للمملكة.
وخلال اللقاء، الذي حضره عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بنيويورك والولايات المجاورة، أكد الفنان أن هذه الأعمال السينمائية تركز على القضايا التي تسبر تاريخ المغرب والذاكرة الجماعية للمغاربة.
يتعلق الأمر كذلك، بحسبه، بإبراز دور السينما في تكريس القيم الوطنية والهوية المغربية، خاصة لدى أجيال المهجر الحالية والمستقبلية.
وفي شريطه الوثائقي “آليام آليام” (1978)، الذي كان أول فيلم مغربي يتم اختياره في مهرجان “كان” السينمائي الدولي والمتوج بالجائزة الكبرى لمهرجان مانهايم في ألمانيا، يصف المخرج حياة الفلاحين في القرى المغربية، ويرصد قصة الشاب عبد الواحد الذي يصبح المعيل الرئيسي لأسرته عند وفاة والده، وعليه أن يعتني بوالدته وإخوته وأخواته، في وقت يطمح فيه للهجرة إلى الخارج.
في سنة 1981، بصم المعنوني، ابن الدار البيضاء، المشهد السينمائي بفيلمه الوثائقي “الحال” عن المجموعة الغنائية “ناس الغيوان”. ويوثق هذا العمل السينمائي، الذي أنتجته إيزة جينيني، إبداعات الفنانين العربي باطما وعمر السيد وعلال يعلى وعبد الرحمن باكو، الذين تجاوزت شعبيتهم الحدود.
في سنة 2007، تم ترميم فيلم “الحال” من قبل مختبر بولونيا السينمائي “L’Immagine Ritrovata، بالتعاون مع مؤسسة “مشروع السينما العالمية” للمخرج الأمريكي الشهير مارتن سكورسيزي. وفي السنة ذاتها، تم اختيار هذا الفيلم للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي.
ومن بين أعمال المعنوني كذلك، ثلاثية تؤرخ لاستقلال المغرب بعنوان “محمد الخامس، على درب الحرية”. ويروي هذا الفيلم الوثائقي، من إنتاج القناة الثانية “دوزيم”، قصة جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، أب الأمة المغربية الحديثة، للأجيال الجديدة، من خلال رصد العلاقة الوطيدة بين مصير استثنائي ومصير أبناء الوطن الذين يتقاطع تاريخهم الشخصي مع تاريخ المغرب، كما يوضح ذلك المعنوني، الذي قام بتنشيط لقاءات حول أعماله السينمائية في جامعة كولومبيا ومعهد الفيلم الإفريقي في نيويورك.
ويعد أحمد المعنوني، المزداد سنة 1944، مؤلفا ومخرجا ومديرا للتصوير الفوتوغرافي ومنتجا. وإلى جانب “الحال” و”آليام آليام” وثلاثيته الوثائقية، أخرج المعنوني فيلم “القلوب المحترقة” في 2007، والذي فاز بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للسينما، كما تم تتويجه بالعديد من الجوائز العالمية.