نافذة:
استلهمت الرسم من ابنها وتعد من الرواد الذين بصموا تاريخ الفن المغربي
راضية بنت الحسين، فنانة مغربية عصامية، ولدت بمدينة مراكش بدوار ولاد يوسف (إقليم قلعة السراغنة) سنة 1912، وتوفيت سنة 1994 بمدينة سلا.
بدأت رحلتها مع الرسم في سنوات متقدمة من عمرها، ومع ذلك تمكنت من أن تحجز لنفسها من خلال لوحاتها الفنية مكانا في كبيرات صالات العرض الأوروبية والإفريقية.
حياة بسيطة ومسار حافل
لم تمسك راضية الريشة لتداعب الألوان حتى سنة 1961، متحدية تقاليد المجتمع المغربي التي لم تكن تقبل بأن تمارس المرأة شغبها مع اللوحة والريشة، ولك يكن لها من مكان غير بيتها حيث تسهر على رعاية زوجها وأبنائها.
راضية بدورها كانت أم، ولفنان، ميلود لبيض، فراضية لم تهمل دروها الأول، كأم فهي من ربت ميلود وسهرت على رعايته وعبر فلذة كبدها، ميلود ستكتشف حبها وشغفها بالرسم، بعد عملية المراقبة التي كانت تمارسها وهو يرسمن بالرغم من أن
عمرها آنذاك، تجاوز الخمسون عاما.
حظيت بتشجيع ابنها بعد أن تنبه لموهبتها وشغفها لرسم لوحات بعفوية وذات طابع جمالي وفني.
حضور وإقبال كبيرين
لقيت لوحات راضية اقبالا كبيرا من قبل النقاد الذين صنفوا أعمالها على أنها فن ساذج، عرضت بعض أعمالها في استوديو جاكلين برودسكيس بالرباط، كما تمت سنة 1962مناقشة لوحاتها وعرضها مع رسومات اثنين من معاصريها الشعيبية طلال (1929-2004) وفاطمة حسن الفروج (1945-2011).
وعرضت أعمالها في المعرض الذي يحمل عنوان: “ألفي عام من الفن في المغرب”، الذي أقيم في غاليري شاربنتير بباريس سنة 1963، كما عرضت أعمالها في نفس السنة بمؤسسة جون دبفات في لوزان، سويسرا. ثم عُرضت أعمالها في صالة باب الرواح بالرباط عام 1966 مع فنانات مغربيات أخريات.
وشاركت في العديد من المعارض داخل المغرب وخارجه، وعرضت أعمالها سنة 2020 في متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط.
بصمات خالدة
تم تصنيف راضية، كواحدة من “الفنانين الثلاثة الرائدين الذين بصموا في تاريخ الفن المغربي”، وتم تأكيد ذلك وصف معرض 2011 في غاليري 38 بالدار البيضاء بما جاء فيه:
سيكون هذا المعرض فرصة لاكتشاف كون راضية بنت الحسين الشبيه بالحلم، رابط بين الفن الصخري والحكاية الشعبية: عمل يربط الشعر البري للطبيعة في حالته الأولية، حيث تتطور الشخصيات الخيالية والحيوانات بألوان زاهية للغاية.