يحتضن المعهد الفرنسي بفاس من 5 إلى 30 أبريل الجاري، معرضا تشكيليا بعنوان “خيط” للفنان التشكيلي عبد الحميد أقبوب.
ويسعى هذا الفنان العصامي الذي رأى النور بمدينة فاس، بشغف كبير إلى استكشاف تقنيات مختلفة كالرسم والنحت.
من خلال فنه، يسائل أقبوب الذي تأثر بشدة بسفرياته وتحدوه الرغبة في تقاسم اللحظات التي يقضيها بين فاس والصويرة، موضوعات أساسية مثل الوجود والمجتمع وعلم النفس والسياسة. وبفضل عمله الإبداعي المستمر وتأملاته العميقة تمكن من إنجاز أعمال فنية قوية وم عبرة.
ويعبر الفنان أقبوب من خلال هذا المعرض الذي يضم حوالي عشرين لوحة بحدة عن التحول الثقافي والسلوكي من جيل إلى جيل، والخصائص الجوهرية للسلوك البشري، ويسلط الضوء، بصراحة، على الجانب المظلم للإنسانية، لاسيما سلوكيات الكراهية والعنف، وأيضا قدرة الإنسان على التخلص منها.
وما يزيد هذه المجموعة من الأعمال الفنية جمالية هو استخدام الفنان تقنية الفحم وقدرته على إضفاء مسحة جمالية وتعبيرات إبداعية على اللوحات، وجعلها أكثر عمقا وكثافة في قالب إبداعي يطغى عليه اللونان الأبيض والأسود.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد عبد الحميد أقبوب أن المعرض يسعى للاستكشاف العميق للروابط التي تجمع الإنسانية عبر الأجيال.
وتابع بالقول “إنها رحلة آسرة للغوص في تراثنا الثقافي والسلوكي، الذي ورثناه عن أجدادنا “، مشيرا إلى أن لوحاته تسعى إلى تسليط الضوء على خبايا الطبيعة البشرية، التي تتأرجح بين النور والظلام.
وأوضح الفنان التشكيلي أن “لوحاتي تسلط الضوء على قدرتنا على ارتكاب سلوكي الكراهية والعنف، ولكن أيضا قدرتنا على التخلص من هذا الظلام. أعتقد أننا نحمل في قرارة أنفسنا هذين الق ناعين”.
من خلال أعماله الغنية بالرموز والمشاعر، يتقاسم عبد الحميد أقبوب رؤيته الفريدة، فلوحاته عبارة عن نوافذ حقيقية للروح، تتيح للجمهور الغوص في أسرار الطبيعة البشرية.
وي عد هذا المعرض فرصة لاكتشاف عالم فنان واعد، يرى أن الفن يتجاوز حدود الكلمات لينقل رسائل ذات صدى عميق.