الكبير بن لكريم
بمجرد أن يضع الصائم تمرة في فمه للشروع في تناول وجبة الإفطار بعد يوم طويل من الصيام متحملا العطش والجوع، يجلس أمام التلفزة لإتمام فرحة الصائم ببرامج ترفيهية تروح عن النفس، حتى يجبر على مشاهدة وصلات إشهارية لحفاظات يتساقط منها البراز تتكرر مرارا ولا تفارق التلفزة على مدى فترة الإفطار منغصة على الصائم هذه الوجبة.
ويتميز الإنتاج التلفزي بالضحالة والانحطاط الذي يطبع بعض السلسلات التي تسعى لتبليد تفكير المغاربة واحتقار مستواهم الفكري والعلمي،لكن غير المقبول بتاتا أن تبث تلفزتنا إشهارات لحفاظات تزامنا مع تناول وجبة الإفطار وتفرضها عليهم رغم أن تمويلها من جيوب مستهلكي مادة الكهربا ء والماء،ولتتحول التلفزة إلى قناة متخصصة في إشهارات تفرض مشاهدتها على المغاربة وفي أوقات تنغص عليهم تناول وجبات غذائية ذات رمزية دينية كبيرة لهدف لا يعلمه إلا مسيري هذه القناة.
وبفعل الرداءة والانحطاط التلفزي، تحول نشطاء منصات مواقع التواصل الاجتماعي إلى محللين وناقدين، لما يعرض على شاشة التلفزيون من أفلام وبرامج ، بين من يصفها بـ’’الحموضة’’ ومن يقول إنه لا يمكن الحكم على الانتاجات من خلال الحلقة الأولى التي بثت أولى أيام رمضان.
وتعد المسلسلات الرمضانية التي تبث على قنوات القطب العمومي، الأكثر متابعة بالمغرب، حسب نسب المشاهدة المرتفعة على قنوات التلفزيون ومنصة اليوتيوب وفقا للإحصائيات الدورية التي يتم تقديمها من قبل القنوات، مما يدفعنا للتساؤل عن مدى حقيقة هذه الأرقام ونجاح الإنتاجات التي تواجه دائما بانتقادات، وصلت إلى حد طرحها بقبة البرلمان السنة بعدما وصفت النائبة البرلمانية، خديجة الزياني، عضو فريق التجمع الدستوري، الانتاجات سنة 2019 بـ’’الكارثية بكل المقاييس
وحسب تدوينات متفرقة لنشطاء على الفايسبوك فإن الانتاجات الرمضانية التي تبث على قنوات القطب العمومي في رمضان، غالبيتها لا ترقى إلى مستوى التطلعات، وتبقى ضعيفة على مستوى المحتوى والمضمون، وتكرار السيناريو.