يحل رمضان ويتجدد النقاش حول الإنتاجات التلفزية التي تعرضها القنوات المغربية ومدى استجابتها لمتطلبات الجمهور ومسايرتها لذوقه وتطلعاته المتجددة، ومن الانتقادات التي أصبحت تصاحب باستمرار هذه الإنتاجات التلفزية، هو سقوطها في فخ التكرار سواء على مستوى المحتوى أو على مستوى الوجوه المكرورة، وعدم مسايرة الأعمال المعروضة للمتغيرات التي يعرفها المجتمع باستمرار وللتنوع والتعدد الثقافي واللغوي الذي يميز المغرب كبلد للثقافات.
وانتقد العديد من الجمهور والمتتبعين والنقاد بقوة هذه النمطية في الإنتاج والتي لا تعكس مكونات الساحة الفنية ولا التعدد اللغوي ولا المكون الجهوي الذي يعتز به المغرب ويتبناه في مختلف مناحي الحياة العامة
ومما اثارته انتقادات المهتمين والجمهور في هذا السياق، على مواقع التواصل الاجتماعي، هو سيادة لغة/ لكنة/ تعبيرات لا تحمل شيئا من التعدد الجهوي المغربي، حتى أصبح الجمهور وكأنه مفروضعليه مشاهدة اعمال لا علاقة بهويته المحلية، والتي لا تعكس تعدد مكونات الثقافة المحلية، وذلك ضدا على الواقع.
وفي سياق متصل اورد العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي كمثال على هذا الإقصاء ان كل الأعمال التلفزية التي تبثها القنوات المغربية خلال هذا الشهر عملت على التغييب الكلي للوجوه والأسماء الفنية المنحدرة من الشمال، مما يعني اقصاء مكون لغوي (اللكنة الجبلية) وثقافي مغربي مهم من الانتاجات الرمضانية.
نفس النشطاء انتقدوا بقوة هذا الإقصاء وتساءلوا في استنكار شديد عن الأسباب التي تدفع قنوات القطب العمومي إلى عدم ادراج الأسماء والوجوه الفنية الشمالية في الإنتاجات الرمضانية سواء الدرامية او الكوميدية، خاصة وانه في السنوات الأخيرة برزت مجموعة من الأسماء الموهوبة والتي تستحق الظهور والدعم بالخصوص على مستوى الانتاج الكوميدي
بدورها العديد من الأسماء الفنية والوجوه الفنية الكوميدية عبرت عن استياءها من هذا الوضع الذي لا يشرف التنوع والتعدد المغربي، واعتبرت ما يقع خلال الانتاجات الرمضانية تهميشا وإقصاءا واضحا في حقهم، خاصة، وأن الأمر لا يتعلق بهذه السنة او هذا الموسم فقط، بل هو ممتد إلى فترات سابقة.
ومع استمرار هذا الوضع الإقصائي، تتناسل الكثير من الأسئلة والتي تظل بدون توضيح عمن يقف وراء هذا الإقصاء والتهميش الممنهج؟! هل هي القنوات المغربية؟ أم هي شركات الإنتاج المحتكرة للصفقات والتي تشتغل بمنطق “صحابي وعشراني” ام ثمة اسباب اخرى.