ادريس عدار
لم تدخل النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية على خط الاتهامات الموجهة لبعض الأعمال الفنية المعروضة في رمضان الجاري بالإساءة لفئات مهنية معينة، إلا بعد قرار الهيئة العليا للسمعي البصري (هاكا) الذي قضى في نازلة الإساءة إلى المحامين من خلال حلقات السلسلة الفكاهية ” نص- نص”، وهو القرار الذي أكد على أن للإبداع حقا في الحرية التي هي من حرية التعبير عموما.
إن كان السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا تلكأت هذه النقابة في التدخل السريع في دحض الاتهامات الموجهة إلى هذه الأعمال الفنية الرمضانية إلا بعد الإنصاف من الـ”هاكا”، فإن ذلك يجر إلى سؤال آخر يفرض نفسه بالضرورة ،وهو هل كانت النقابة في ريبة من نفسها حول هذه الاتهامات التي استوجبتها انتظار قرار “منصف”، من هيئة عليا شجعها على الخروج إلى العلن بعد أن توارت إلى الوراء، ولم تعلن نفسها طرفا في نزاع المحامين و سلسلة” نص- نص” لدى القضاء الذي بث في نازلة الاتهامات الموجهة للسلسلة من طرف هيأة المحامين في جلسة أولى بالتأجيل.
نقابة مهنيي الدراما التي دافعت عن الأعمال الفنية الرمضانية، وعن تلك التي وجهت إليها اتهامات الإساءة إلى فئات مهنية بالخصوص، اعتبرت في بلاغ لها أن الاتهامات الموجهة لبعض الأعمال الرمضانية بالإساءة إلى هذه القطاعات مجرد محاولات غير مفهومة للتحريض ضد حرية الإبداع، مؤكدة على أن من اتهموا بعض صناع الفرجة الرمضانية بالإساءة إليهم تناسوا أن الحق في التعبير مرهون أساسا بحرية التعبير و الإبداع و الرأي كما ينص على ذلك الدستور.
النقابة ذاتها أكدت أن تناول الأعمال الفنية للعيوب الاجتماعية مسألة تعاقدية تواضع حولها الذوق السليم للبشرية منذ القدم، إذ ليس هناك أي عمل درامي أو كوميدي لا يصور عيوبا وفضائل مجتمعية على حد سواء، لكنها تناست أن من بين العيوب أن يتلكأ إطار من حجم نقابة وطنية ، في اتخاذ قرار صارم بالتدخل لصالح من يمثلهم ويدافع عن حقوقهم إلا بعد قرار من هيئة أخرى.
جدير بالذكر أن اتهامات بالإساءة إلى المحامين وجهت إلى السلسلة الفكاهية “نص نص” وتجاوزتها إلى رفع دعوى قضائية كما أن اتهامات أخرى بالإساءة إلى عمال السكك الحديدية وجهت إلى السلسلة الكوميدية ” كلنا مغاربة”، لكنها لم تتعد بلاغا للتنديد.