لا عمل من الأعمال التلفزية التي تبثها القناتان المغربيتان، الأولى و” دوزيم ” خلال برامج رمضان الحالي تطرقت إلى القضايا الوطنية الكبرى التي ميزت المغرب سلبا أوإيجابا خلال السنتين الأخيرتين على الأقل واستحقت أن تكون محط اهتمام ” المُبدعين ” من كتاب سيناريو ومخرجين وغيرهم..
كورونا المستجد، مثلا أول القضايا التي كان من المفروض أن تثير اهتمام مبدعي الفن التلفزي المغربي المتنوع من دراما و كوميديا و ترفيه وتثقيف وغيره من الأنواع، إذ على الرغم من العشرين مليار التي تم تخصيصها للأعمال التلفزية المعروضة خلال رمضان الحالي بالقناتين، غاب على كل هذه الأعمال التطرق مثلا إلى وباء كورونا المستجد الذي أرعب العالم وواجهه المغرب بقيادة الملك محمد السادس بحزم إلى درجة تم اعتبار المغرب، على الرغم من محدودية الإمكانيات مقارنة بدول كبرى في السياسات والبرامج الدوائية وفي أنساق التعاضد والتغطية الصحية والاجتماعية، نموذجا عالميا في التصدي الناجح بالخطة الاستباقية بداية من فرض قانون حالة الطوارئ والحجر الصحي وإحداث صندوق خاص بمواحهة كوفيد 19، وانتهاء عند سياسة الدعم للعديد من القطاعات الحيوية وفي مقدمتها قطاع الفن.
إطلالة عابرة على القنوات التلفزية المصرية مثلا، يثيرك عمل درامي تبثه واحدة منها، تطرق موضوعه إلى جائحة كورونا وتأثيرها على نمط العيش عند أسرة مصرية خلال اجتياح هذا الوباء، وعبر هذه الأسرة منها تم تسليط الضوء، بمعنى تعميمه، على المجتمع المصري، في معاناته مع هذا الوباء وسبل مواجهته له، في ظل أزمة خانقة لم تكن منتظرة.
كورونا المستجد الذي مر عن بداية اجتياحه العالم وضمنه المغرب أكثر من عام، بسلبياته الكبرى وتداعياته الخطيرة على المغرب والمغاربة وطرق مواجهته بخماسية الحجر الصحي و التباعد الاجتماعي ومسافة الأمان و ارتداء الكمامة والنظافة، لم يكن البتة محطة إلهام الفنانين المغاربة الذين تعج التلفزة المغربية بقناتيها بعروضهم في مختلف الأنواع التي صب مضمونها في الغالب في النمطية والتكرار وتدني جودة المنتوج.
ليس كورونا المستجد القضية الوحيدة التي كان من المفروض على مبدعي الفرجة التلفزية الاهتمام به وبطرق التصدي إليه كقضية وطنية وحيدة تستحق الإبداع فيها، فموضوع المعبر الحدودي للكركرات على سبيل المثال، كان هو الآخر، موضوعا وطنيا غنيا بالأحداث، أهمها الطريقة السلسة والسلمية التي تم بها تحريره بأمر من الملك محمد السادس و بعبقرية من جلالته أعادت الروح إلى الرواج التجاري والمدني لدرجة نالت الإعجاب الدولي والإشادة الأممية ووجب التطرق إليها في قالب من القوالب الفنية التي كانت ستعطي الانطباع على الارتباط الحقيقي لكتاب السيناريو، بالخصوص، بالقضايا الوطنية التي هي من قضايا التنمية الاجتماعية. ما يقال عن أحداث الكركرات يقال عن الحدث الأبرز خلال هذه السنة و الذي كان يجب التطرق إليه في أكثر من جنس بصري ، وهو المتعلق بالإعلان الرسمي للولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء في سابقة لتاريخ النزاع المفتعل في قضية الصحراء المغربية.
ادريس عدار