محمد عفري
على الرغم من ضعف محتويات برامج الفكاهة، من خلال كوميديا الموقف المعروفة اختصار بـ”السّيت – كوم” التي تعرضها التلفزة المغربية بقناتيها “الأولى ” والثانية “دوزيم”، خلال رمضان الجاري، إلا أن الأغلفة المالية التي تم رصدها لبرمجة هذا اللون الفني، كانت سخية جدا، حيث نالت “سيتكومات” القناتين حصة الأسد من إجمالي الميزانية المخصصة لمختلف البرامج الرمضانية لهذا العام والتي قدرتها مصادر عليمة في 12 مليار بالنسبة لقناة “الأولى” و 8 مليارات بالنسبة لـ” دوزيم”. الأكثر من ذلك، لم ترق هذه ” السيتكومات” إلى تطلعات المشاهدين من جهة ولا إلى محاولة الخروج من التكرار والنمطية و الابتذال، حيث بالإضافة إلى أنها تطرقت إلى مواضيع متجاوزة سبق استهلاكها، فإنها تعرض في قوالب مقززة يختلط فيها ضعف ” النص” ( المحتوى) مع تدني التشخيص والتقنيات الخاصة بالتصوير و الإخراج وغيرها، لكنها مع ذلك تشد إليها الأنظار كما يفسر ذلك ارتفاع نسبة المشاهدة التي تعلن عنها القناتان، وهو إقبال يفسره عاملان، الأول هو خُلو المشهد التلفزي الوطني من منافسة قوية والثاني هو المستوى المحدود للمتلقي في المعرفة الدقيقة بمختلف الفنون.
مصدر مطلع أكد أن الأعمال التلفزية إجمالا، خلال رمضان الجاري، جددت النقاش حول الجودة المتدنية للمحتوى، خلال شهر يعرف نسبة مشاهدة قياسية، زاد في الرفع منها هذا العام قرار حظر التجوال الليلي الذي جعل المواطن المغربي أكثر اجتذابا إلى التلفاز، ما جعل برامج الكوميديا التي تعرض في وقت الذروة ( الإفطار) تعرف إقبالا منقطع النظير، مكنها من تصدر قائمة نسب المشاهدات على الرغم من كونها محط انتقادات واسعة من نفس الفئة التي تواظب على مشاهدتها.
قد تكون السرعة في تنفيذ الأعمال لربح الوقت وبالتالي اقتصاد التكلفة، واحدا من الأسباب الأساسية لبعض النواقص في الأعمال الكوميدية التي تحتاج وقتا كافيا للتنفيذ، ما أسقط ويسقط هذه الأعمال في الضعف، غير أن أسئلة شتى حول المعايير التي يتم بها اختيار” منتوجات” دون غيرها، يحيل إلى فراغ المشهد من مبدعين حقيقيين لهذا اللون من الفنون أو اكتفاء القانتين، الأولى والثانية، بمنتجات من يخبر سلك دهاليز هاتين القناتين ليحظى بالقبول، علما أن تدخل المستشهرين في الأعمال الفنية، أمر قائم بتأكيد أكثر من مصدر، حيث إن المستشهرين يعتمدون على ما يستحسنه المشاهدون، مما يقود إلى التكرار وضعف التجديد والتشابه أحيانا، كما أن غياب لجان حقيقية لقراءة و تمحيص الإبداعات و التدقيق فيها يشكل سببا مباشرا للسقوط في ضعف النمتوج وتدني مختواه
الدليل على غياب لجنة متمكنة من قراءة المحتويات قبل قبولها كما غياب معايير حقيقية وشفافة في انتقاء المشاريع الفنية والقبول بها من إدارة القناتين، يتمثل في سقوط سيتكوم ” قهوة نص- نص” المعروض في رمضان الحالي، على “الأولى”، في محظور الإساءة إلى المؤسسات والمواطنين بالقذف والتجريح، حيث يتابع حاليا بتهمة “المس بمهنة النبلاء والسخرية منها بتوزيع الاتهامات”.
في سياق الحديث عن الجودة المفتقدة في الأعمال الكوميدية لشهر رمضان الحالي، تؤكد نسب المشاهدة أو( الطوندونس)المغربي إقبال المشاهدين على الرواد في فن الفكاهة من قبيل محمد الجم وحسن الفد، حييث أن “السيتكوم” ( دار الهنا) الذي يقدمه الجم رفقة نزهة الركراكي ومفتاح الخير ووجوه أخرى يشد أنظار 4 ملايين مشاهد، وهو المنتوج الذي أكد المصدر المذكور أنه كلف القناة الأولى مليار سنتيم، كما أن نافذة “الفد تي في” الذي يقدمه حسن الفد ومونية المكيمل وزهور السليماني وأسماء أخرى يشد أنظار أكثر من أربعة ملايين ونصف المليون من المشاهدين لقناة دوزيم، في الوقت الذي تكتفي باقي “الإنتاجات” الكوميدية بتقاسم أعداد ما تبقى من إجمالي المشاهدين باستثناء الكاميرا الخفية التي تبقى على راس نسب المشاهدات، على الرغم من أنها في غالبية مواضيعها تبقى مبتذلة.