ادريس عدار
يتساءل كثيرون عن السر وراء الرداءة التي تعرفها الإنتاجات الرمضانية، سواء تعلق الأمر بسيتكومات أو كاميرات خفية أو بعض المسلسلات والسلسلات، ومن أين جاءت؟ ينبغي القول إن المغرب في مجال الإنتاج السمعي البصر تطور إلى حد من حيث التقنيات والتصوير والصوت وغيرها، يتم توظيفها أحيانا وفي كثير من الأحيان يلجأ المنتجون إلى البريكولاج، ناهيك عن توظيف مخرجين يقبلون بأبخس الأثمان.
فالقضية إذن أكبر من ممثل مغلوب على أمره، ومنهم من تضطره قلة ذات اليد للقبول بأي عرض، ولكن هناك أصحاب رأسمال المال، الذين يريدون منتوجا رخيصا وبتكلفة حد أدنى حتى يربحوا الكثير.
لكننا اليوم سنركز على نقطة طالما ظلت غائبة عن النقاد، وتتعلق بالكتابة للتليفيزيون، التي تعتبر الحلقة الأضعف، لهذا تجد أغلب الأعمال بائسة، حيث لا تعثر على حوارات فنية، وإنما حوارات منقولة من الواقع بمستطاع أي واحد أن يكتبها إن كانوا يكتبون أصلا.
السيتكوم هو كوميديا الموقف، ولا يمكن تشكيل الموقف إلا من قبل كاتب مثقف له رؤية واضحة على منوالها يؤلف، بينما بعض الأعمال المعروضة على يوتوب تجد فيها مواقف فنية، ولما نتحدث عن الموقف لا نقصد ممارسة السياسة عن طريق الفن، ولكن يمكن تسجيل الموقف في قضية بسيطة وجزئية وهذا دور الكاتب.
لما تشاهد الأعمال المعروضة تشعر بأن الحوار غير موجود. والحوار هو أساس هذه الأعمال بما يعني أنه لا يوجد كاتب أو كتاب متخصصون، وإنما يتم التعويض عن طريق السيناريو الجماعي، من قبل من ليس تخصصهم السيناريو.
بعض الأعمال المقبولة تفتقر إلى الإتقان، وسنضرب مثالا بسلسلة باب البحر، فالقصة جيدة وهناك تصاعد درامي، لكن الحوار غير مضبوط، بل في قضايا تخصصية لم تتم مراجعة أهل الشأن، مثل المديرية العامة للأمن الوطني، حيث يجري حوار بين والي الأمن والعميد المكلف بإحدى القضايا، فيوجه إليه الكلام قائلا: سوف أتصل بالسيد وكيل الملك لأستبدلك من التحقيق، مع العلم والي الأمن ليس رئيسا للشرطة القضائية، التي تنسق مباشرة مع النيابة العامة، وفي سلسلة ولاد المرسى يدخل فاروق إلى المحجز ليرى جثة شقيقته أو التعرف عليها، دون أن يضع الوسائل الواقية كما هو معروف، وهذه قضايا اختصاصية لا بد فيها من الاستشارة، التي لا يرغب فيها المنتجون المتسرعون في اكتمال العمل دون كماله.