يستعد طاقم عمل المسلسل الأمازيغي “بابا علي”، لتصوير الجزء الرابع، بعدما استطاع المسلسل تصدر قائمة المسلسلات الأعلى مشاهدة في رمضان، ودخل قلوب المغاربة دون استئذان، وفرض نفسه بقوة في ساحة المنافسة مع الأعمال الدرامية حتى الناطقة بالعربية.
وقال مصطفى أشاور، الذي أشرف على إخراج المواسم السابقة من “بابا علي” في تصريح لمجلة “فنانة”، إن العمل سيكون حاضرا في السباق الرمضاني لسنة 2024، وذلك نزولا عن رغبة الجمهور.
وأضاف أشاور، أن نجاح الجزء الأول والثاني والثالث من المسلسل، هو الدافع الأكبر الذي عجل بالقائمين على العمل لخوض تحدي تصوير الجزء الرابع.
وعن موعد بداية التصوير، أكد مخرج المسلسل للمجلة، أن المشرفين على العمل ينتظرون النتائج الرسمية لطلبات العروض التي أعلنتها القناة الثامنة للشروع في تصوير أحداث المسلسل.
وبعدما هدم الزلزال الذي ضرب المغرب في الثامن من شتنبر الماضي مناطق إقليم الحوز، خاصة المعلمة التاريخية “قصبة القائد الكندافي”، التي جرى فيها تصوير مواسم مسلسل “بابا علي”، لفت أشاور إلى أن طاقم العمل بحث في هذا الجزء عن مكان جديد للتصوير، مع الحفاظ على نفس الديكور المعتمد في الأجزاء السابقة.
وضرب أشاور موعدا مع عشاق مسلسل “بابا علي”، لاكتشاف العديد من المفاجأة في هذا الجزء، مشددا أن المسلسل سيحافظ على المرتكزات الأساسية التي بقيت حاضرة في الأجزاء السابقة، دون إغفال عنصر التشويق والمفاجأة.
ويرجع العديد من المراقبين أن سر نجاح هذا العمل التلفزيوني في جميع الأجراء السابقة، يكمن في ارتباط المشاهد الأمازيغي بشكل وثيق بالمسلسل، خاصة أنه يجد فيه انتماءه لموروث ثقافي غني، ويشده إلى أصله وتقاليده العريقة.
وتدور أحداث مسلسل “بابا علي” حول رجل بسيط في علاقته بمحيطه العائلي والمجتمعي، داخل قرية أمازيغية، ترصد غنى الطبيعة والتراث المغربي، حيث يناقش المسلسل مواضيع درامية عديدة بالاعتماد على أسلوب مشوق وحبكة درامية مميزة وتصوير رائع، إذ تعكس أحداثه العلاقات الإنسانية والاجتماعية في المجتمع الأمازيغي.
وأعطى الجزء الثالث المرأة الأمازيغية مكانة الصدارة، من خلال منحها وضع اعتباري مميز، وصورها حاكمة، وهذا ينبع من تاريخ الأمازيغ الذي كانت فيه النساء دائما في الصفوف الأمامية ومركز القوة.
ووضع الجزء الثالث من مسلسل “بابا علي” يده على نقاش ديني مهم بين الفقيه عبو والفقيه محند، إذ رصد كيفية التعامل مع نمط الدين المتطرف الذي يتسم بالعنف والترهيب، والتخويف، والزجر، بخلاف فقيه آخر معتدل وسطي، يحاول نصح الناس بالتي هي أحسن، ويعطي صورة جميلة عن الإسلام، وينشر قيم التعايش والتسامح بين الديانات.
وشارك في بطولة مسلسل “بابا علي” العديد من نجوم الساحة الفنية، على رأسهم الحسين باردواز وعبد اللطيف عاطيف، واحمد نتما، وأحمد عوينتي، ولحسن شاوشاو، ومصطفى الصغير، ولحسن جكار، ومحمد قيمرون، عبد الرحمان اكزوم، مصطفى ابايريك، ومن المتوقع أن يحافظ الجزء الرابع على نفس الأسماء إلى جانب مشاركة أسماء جديدة.
ولم يحقق مسلسل “بابا علي” النجاح على شاشة القناة الأمازيغية فقط، بل واصل النجاح أيضا في المجال الرقمي، حيث ظل متسمرا في “الطوندوس” المغربي طيلة شهر رمضان، ودخل في منافسة شرسة مع أعمال أخرى ناطقة بالدارجة المغربية، خصوصا أن الحلقات روفقت بشريط الترجمة لتمكين غير الناطقين باللغة الأمازيغية من متابعة المسلسل.
ويذكر أن المسلسل حقق قفزة نوعية في الأعمال الدرامية الأمازيغية، وصالح المشاهد المغربي والأمازيغي مع الدراما، حيث شد انتباه المشاهدين المغاربة، ما جعله يتفوق على باقي الأعمال المعروضة عبر القناة الأمازيغية ويتصدر قائمتها.