حاولت القناة الأولى طرح نسب المشاهدة المتعلقة بالبرامج و السلسلات، دفاعا عن موجة الانتقادات التي طالت البرمجة الرمضانية على قنوات الإعلام العمومي، وحاولت القناة الأولى تجميل المسلسلات الجديدة و البرامج بالكشف عن نسب المشاهدة العالية ووصول مسلسل أنتجته القناة دار البريهي، الى 5 ملايين مشاهدة، متناسين أن بعض المسلسلات الرمضانية في قنوات أخرى يفوق ضعف المشاهدة التي أعلنت عنها القناة، قبل أن تكشف أن بعض برامجها يصل المتابعة فيه الى حدود 4 ملايين مشاهدة.
و كشفت معطيات جديدة، أن الإنتاج الرمضاني صرفت عليه القناة الأولى، ما يناهز حوالي 12 مليار سنتيم ، حيث بلغت لوحدها ميزانية برامج ومسلسلات رمضان هذا العام 8 ملايير سنتيم، فيما سجلت أن ” القناة الثانية، ضخت في حسابات شركات الإنتاج، خصوصا في الانتاجات المتعلقة برمضان، كلفة مالية تقدر بـ 8 مليار سنتيم.
وأظهرت المسلسلات الجديدةـ تكرار في نوعية السيناريو و الأحداث، وحتى القصص الاجتماعية كانت نسخ طبق الأصل عن نسخ درامية سابقة، وغاب التجديد والتحديث في نوعية البرامج حتى سقطت جل برامج القناة الأولى في قالب واحد يدور حول برامج الرحلة أو الاستكشاف لمناطق المغرب، مع غياب التنوع في التناول الوثائقي و السرد والحكي القصصي.
وغابت في المسلسلات، الحبكة الدرامية و التسلسل في الأحداث وجمود الحوار، اما على مستوى السلسلات الكوميدية، فظهر نقص كبير على مستوى الابداع في خلق المتعة والإضحاك، والإقتصار على تحوير النكت والتركيز على الحركات البهلوانية والسخرية المقيتة لمحاولة إضحاك المغاربة، دون الإبداع في النص و خلق صور كوميدية وساخرة هادفة.
و سجلت نسب مشاهدة الأخبار الرئيسية على القناة الأولى أعلى نسب مشاهدة، حيث يشاهد نشراتها خمسة ملايين من المغاربة، وبلغت أعلى نسبة مشاهدة لنشرة الأخبار الرئيسية خلال رمضان الحالي 37.4 في المائة من نسبة المشاهدة.
وسجلت المعطيات، ارتفاع المشاهدة بخصوص مسلسل “بنات العساس” الذي يجمع سبعة ملايين مشاهد حول الشاشة، وبحصة مشاهدة تصل إلى 46.1 في المائة، كما أن القناة متصدرة على شبكة “اليوتوب” بالمغرب، باحتلالها الرتبة الأولى، علاوة على رتب متقدمة ببعض دول المنطقة.
و أكد البلاغ الصحافي أن القناة “الأولى” تكرس تميزها وسط الأسر المغربية في جنس الوثائقي، بعدما وصلت حصة المشاهدة لبرنامج “أمالاي” “المسافر باللغة الأمازيغية” إلى 23 في المائة خلال بثه ليلة الأربعاء 21 أبريل 2021 في منتصف الليل، “ما يعكس المكانة الناجحة لهذا البرنامج الخاص باكتشاف المغرب وأنماط العيش فيه عبر رحلات فنان موسيقي يبدع ممزوجات موسيقية مع السكان والموسيقيين المحليين في كل المواقع التي يزورها”.
وسجل البلاغ، ان سلسلة “دار الهنا”، تعد الأنجح في نوعها بالمغرب، إذ تجمع حولها يوميا 3.31 مليون من المشاهدين، وحقق العمل الدرامي ذي الصبغة التراثية “سالف عذرا” نسبة مشاهدة تبلغ 34.4 في المائة مع حوالي 3.5 ملايين مشاهد، علاوة على مسلسل “الصلا والسلام” الذي يحقق 48.9 في المائة من حصة المشاهدة و4.6 ملايين مشاهد، و بلغت حصة مشاهدة أمسية الترفيه “جماعتنا زينة” 32 في المائة خلال ليلة السبت 17 أبريل 2021.
و كان تقرير للمجلس الأعلى للحسابات عام 2019 كشفَ أنَّ شركة “سورياد دوزيم” المالكة للقناة المغربية الثانية تتجه بخطوات ثابتة نحو الإفلاس، وقال التقرير إن القناة الثانية تكبدت في السنوات ما بين 2008 و2017 خسائر بلغت في المتوسط 4.9 ملايير درهم، وهو الأمر الذي كان نتيجة طبيعية للبون الشاسع بين حجم النفقات وحجم المداخيل.
وكشف تقرير المجلس الأعلى للحسابات، عن احتكار وكالة للإشهار لسوق الإشهار في كل من القناة الثانية وقناة وراديو “ميدي1″، مشيرا إلى أنها تستغل نسب المشاهدة المرتفعة في القناة الثانية، لتسويق مساحات إعلانية لقنوات منافسة.
وانتقد التقرير غياب مراقبة رقم معاملات القناة الثانية، المتمثل في الأساس في عدم ضبطها لفوترة المبيعات، وعدم طلبها الوثائق المحاسباتية من وكالة الإشهار، بالإضافة لتأخير وضع عقود الالتزام سنة 2018، وغياب تدقيق حسابات وكالة الإشهار.
ونبه التقرير المجلس الأعلى للحسابات، الى أن الأزمة وسوء التدبير، يدفعان الشركة الوطنية للاذاعة والتلفزة للإفلاس هي الأخرى، إذ سجل التقرير تراكما مهولا لفواتير الماء والكهرباء على الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، تجاوزت قيمتها 80 مليون درهم.
وكشف تقرير مجلس الحسابات، أن التيار الكهربائي قطع في عدد من المحطات التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية، بسبب تراكم الفواتير المستحقة للمكتب الوطني للماء والكهرباء، الذي يدين للشركة الوطنية بما يناهز 81.3 مليون درهم من الفواتير غير المسددة خلال الفترة ما بين 2008 و2016.