جرى، اليوم الخميس بالرباط، الافتتاح الرسمي للمركز الوطني لطرب الآلة، كمؤسسة ثقافية تراثية تروم ضمان إشعاع الموروث الثقافي الفني لطرب الآلة.
وتتوخى هذه البنية الفنية، التي تعتبر ثمرة شراكة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وولاية جهة الرباط-سلا-القنيطرة، وجمعية منتدى الموسيقى الأندلسية المغربية، تقريب هذا النمط الموسيقي من جميع الفئات العمرية، وتعزيز مسارات التكوين العلمي الفني، إضافة إلى النهوض بالتنشيط الثقافي التراثي عزفا وغناء.
كما تروم هذه البنية، التي تميز حفل افتتاحها بحضور شغوفين بهذه الموسيقى المتفردة التي تلقى قبولا واستحسانا كبيرين، الحفاظ على الهوية المغربية، والحرص على تثبيت وتلقين ما تركه السلف من الرعيل الأول من ممارسي هذه الموسيقى على غرار الحاج عبد الكريم الرايس، ومحمد بلعربي التمسماني، ومحمد بريول، للخلف الذي يتلمس سبيله في هذا المجال.
وفي كلمة بالمناسبة، قال المدير الجهوي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، قطاع الثقافة، يوسف الراضي العلوي، إن القطاع الوصي يعمل على الحفاظ على الموسيقى المغربية بكل روافدها، ويولي الموروث الموسيقي الذي يعنى بطرب الآلة عناية خاصة، بغرض تثمينه وضمان استمراريته.
وأوضح أن المركز الوطني لطرب الآلة يعتبر “فضاء مخصصا للحفاظ على هذا التراث الغني الذي تشترك فيه ضفتا البحر الأبيض المتوسط”، مضيفا أنه تم تأهيل البنية التقليدية التي تحتضن هذا المركز وإعدادها حتى تكون “ملائمة لإسداء تعليم أكاديمي موجه للناشئين والمهتمين الحاصلين على مبادئ أولية في الموسيقى وفي استخدام الآليات الموسيقية”.
من جهتها، قالت رئيسة جمعية منتدى الموسيقى الأندلسية المغربية المشرفة على المركز، مريم الشرقاوي، إن الحفاظ على التراث الثقافي اللامادي والنهوض به يعتبر “مشروعا بالغ الأهمية لتعزيز وترسيخ هويتنا المغربية والعربية والإسلامية والإفريقية مع تراثنا الثقافي الموسيقي”.
وسجلت أن الهدف من إنشاء المركز الوطني لطرب الآلة يتمثل غب تيسير الوصول “إلى الممارسة الموسيقية وتعلم طرب الآلة من قبل جميع شرائح المجتمع، أطفالا وشبابا، إضافة إلى جميع الطبقات الاجتماعية، خاصة ذوي الدخل المحدود”.
ويعتمد المركز الوطني لطرب الآلة على مناهج حديثة لتعزيز مسارات التكوين الموسيقي متعدد الأطراف، منها ما هو تراثي تقليدي يلقن بالطريقة الشفهية المعمول بها والتي تتوارث عبر الأجيال، وأخرى علمية أكاديمية تخضع لقواعد موسيقية عالمية مدعومة بنظريات وضوابط خاصة بالتكوين الموسيقي العام.