قال المخرج المغربي الشاب، كمال لزرق، إن الأفلام المغربية أضحت تبصم على حضور مميز في المهرجانات السينمائية الدولية.
وفي حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة مشاركة فيلمه الطويل “عصابات” ضمن فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للفيلم ببروكسيل، المقام خلال الفترة ما بين 14 و18 نونبر بالعاصمة البلجيكية، أكد لزرق “أن الحضور السينمائي المغربي في المحافل الدولية أضحى يتعزز أكثر فأكثر”.
وأبرز أن المجال الخصب الذي يميز المغرب من حيث مقومات الإبداع وبروز جيل صاعد من المخرجين الذين يمتلكون رغبة قوية في تقديم ما هو أفضل، هي عوامل تمكن من تقديم أعمال قادرة على المنافسة في المسابقات الدولية.
ومع ذلك -يضيف لزرق- فإن جميع الأفلام المشاركة في المهرجانات الدولية هي إنتاجات مشتركة، وبالتالي من الصعب الوصول إلى المستوى الذي يخول المشاركة في المهرجانات الدولية دون دعم قوي وميزانيات كافية.
وفي معرض حديثه عن فيلمه الطويل الأول “عصابات”، الذي بصم على حضور لافت خلال الدورة الـ 76 لمهرجان كان السينمائي، والتي تمكن خلالها من الظفر بجائزة لجنة التحكيم في مسابقة “نظرة ما”، يقول لزرق إن تصوير هذا العمل السينمائي تم السنة الماضية بمدينة الدار البيضاء.
وأوضح أن أطواره تجري في ليلة واحدة من بداية المساء إلى الفجر، وهو يحكي قصة أب وابن يحاولان كسب قوتهما اليومي في إحدى الضواحي الشعبية للدار البيضاء، فيقومان بأعمال إجرامية صغيرة لصالح أحد رؤساء العصابات المحلية.
وفي إحدى الليالي، يموت في سيارتهما عن طريق الخطأ رجل كانا يقصدان خطفه، فيجد الأب والابن نفسيهما أمام جثة يجب التخلص منها، ومن هنا تبدأ مغامرتهما الليلية الطويلة في أسوأ أحياء المدينة.
وأبرز المخرج الشاب أن هذا الفيلم يتناول باقة متنوعة من الظواهر الاجتماعية، منها على الخصوص العلاقات الأسرية، لاسيما بين الأب والابن، العنف، الجريمة والسعي اليومي إلى كسب لقمة العيش في ظروف أقل ما يقال عنها أنها صعبة.
وأشار إلى أنه اشتغل في هذا العمل مع ممثلين غير محترفين وليست لديهم رغبة في احتراف السينما، لكنهم يعيشون وضعية اجتماعية حقيقية جسدوها بعفوية في الفيلم، قائلا: “سبق لي إخراج أشرطة قصيرة مع ممثلين غير محترفين التقيت بهم في الشارع. هذا ما يجعل عصابات عملا أصليا ومغربيا مائة في المائة”.
وبحسب لزرق، فإن الظفر بجائزة في محفل دولي كبير كمهرجان “كان” يشكل بالنسبة له مصدر اعتزاز وافتخار كبيرين ولكافة المشاركين في إنجاز هذا العمل، من ممثلين وأطقم تقنية، لافتا إلى أن الأمر يتعلق بـ “أول جائزة ينالها فيلم عصابات ، لكن هذه ليست سوى البداية”.
ويقول المخرج المغربي الشاب: “أتطلع بشغف إلى مشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية بمهرجان مراكش، حيث سيتم عرضه لأول مرة في المغرب، حتى يتمكن الجمهور المغربي من اكتشافه. أنتظر بحماس معاينة تجاوب جمهورنا مع هذا العمل السينمائي وأملي أن يكون هذا التجاوب إيجابيا”.