افتتح مساء أمس الأربعاء بالمركز الثقافي “إكليل” بمدينة تطوان معرض تشكيلي للفنانة سمية الريسوني، التي تتميز بنهجها الفني الخاص المعتمد على سيميائية الألوان للتعبير عن القضايا الإنسانية الأساس.
وتعكس لوحات التشكيلية التطوانية المقدمة أمام زوار المعرض، المنظم بتنسيق بين مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية التكوين ومؤسسة عبد الخالق الطريس للتربية والثقافة والعلوم ، سعي المبدعة للدمج بين الأضواء والألوان ودلالاتها التعبيرية للبوح بمشاعرها الإنسانية.
وتشتغل الفنانة سمية الريسوني بميسم صباغي حداثي وطريقة ثورية في التعبير ولها توليفة خاصة تمزج بين الألوان، مما يجعل لوحاتها تتميز بأشكال متفردة ومغايرة للمألوف تدفع المشاهد للوحة للغوص وراء رمزية اللوحات ودلالاتها المضمرة قصد كشف أسرارها ومعرفة كنهها.
وتؤكد الفنانة التشكيلية سمية الريسوني، التي تخرجت من المعهد الوطني للفنون الجميلة في تطوان سنة 2007 قبل أن تلتحق بمدرسة الفنون بهويسكار ثم بجامعة البوليتكنيك بفالنسيا في إسبانيا وسبق وأن عرضت الكثير من اعمالها بالمغرب كما بألمانيا وبلغاريا وغيرهما من الدول الأوروبية، أن ابداعاتها تغذيها كثرة تنقلاتها وعشقها الدائم للسفر والاحتكاك مع مختلف المجتمعات، وتحاول لمس قضايا إنسانية مختلفة وذات راهنية مثل البيئة والحرية والهجرة وقضايا المرأة والكرامة والمساواة وحرية التنقل وتقارب الشعوب.
كما تحاول لوحات الفنانة كسر سلطة الحدود الجغرافية والايديولوجية والاقتصادية والعرقية والثقافية التي يستعملها البعض لإقصاء الآخر وتوسيع بون الاختلاف بين المجتمعات، في مقابل الدفاع عن المشترك بين الناس على اختلاف أمكنة وجودهم وأفكارهم ومعتقداتهم وتصوراتهم الذاتية، معتبرة من هذا المنطلق أن الإبداع الفني عطاء رباني لتوحيد الناس وجمع الشمل.
وفي هذا السياق، أكد الرئيس المنتدب لمؤسسة عبد الخالق الطريس للتربية والثقافة والعلوم، محمد طارق حيون، في ورقة تقديمية للمعرض، أن الفن التشكيلي من وجهة نظر سمية الريسوني حمال لرسالة إنسانية سامية، وهو ليس مجرد تصوير لمشاهد وتعبيرات معينة ضيقة الآفاق، كما أن فنها التشكيلي الذي استمد فلسفته من المدرسة التشكيلية التطوانية العريقة التي أسس بنيانها ماريانو برتوتشي، حاملة لبصمات الأصالة الفنية والالتزام بالقضايا الإنسانية، وتحركها في آن واحد إرادة التغيير الإيجابي لأداء الدور الحقيقي المنوط بالفن والإبداع.
وأضاف أن إبداعات الريسوني تتطرق إلى مواضيع تستأثر باهتمام الرأي العام الدولي كما الوطني وتجلب الكثير من النقاش خاصة منها قضية الهجرة، مع التركيز على الدور الإيجابي للتعبير التشكيلي في التبادل الثقافي والاجتماعي ونشر قيم السلام والمبادئ الإنسانية السمحة، عكس ما ينظر البعض لمسألة الهجرة لتكريس التمييز والتهميش وإغلاق الحدود.