جرى تكريم شعراء ورموز ثقافية، مساء الخميس، في افتتاح الدورة الثالثة من المهرجان الدولي لشعر المديح النبوي والقصيدة الروحية، المنظمة بمناسبة الاحتفاء بالذكرى الرابعة والعشرين لعيد العرش المجيد تحت شعار “المملكة المغربية شرف وولاية”.
وعرفت هذه التظاهرة الثقافية، التي تنظمها على مدى ثلاثة أيام الجمعية الراشدية للدراسات والتوثيق بشفشاون بدعم من قطاع الثقافة، مشاركة وازنة لشعراء مغاربة وعرب ساهموا بقصائد روحية في التصوف والمديح النبوي، قصائد مزجت بين شرف المعنى، ونبل المقصد، وقوة النغم وبهاء الانشاد.
وصدحت بالقصائد الفصحى الموزونة والمقفاة حناجر الشعراء في ليالي شفشاون الصيفية، ومنهم إسماعيل زويرق والزبير خياط ورشيد الياقوتي وعبدالحق بن رحمون وعبدالجواد الخنيفي ومحمد ابن يعقوب ومحمد ياسين العشاب.
كما عرف المهرجان مشاركة فرق المنشدين في فن المديح والحضرة، إذ أطربوا بلحونهم وطبوعهم الروحية، جمهور شفشاون وضيوفها من السياح الذين حجوا إلى فضاء مسرح الهواء الطلق بالقصبة الأثرية ليستمتعوا بهذه العروض إلى ما بعد منتصف الليل.
وأبرز رئيس الجمعية الراشدية للدراسات والتوثيق، أحمد الريسوني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المهرجان الدولي يهدف إلى توطيد دعائم وثوابت الهوية المغربية التي اعتنقها المغاربة منذ دخول المولى ادريس الأول إلى المغرب.
وأضاف الريسوني أنه إذا كان “المشرق مهبط الأنبياء، فالمغرب بلد الأولياء والدوحة العلوية الشريفة ومنذ توليها الحكم ظلت ترعى المناسبات الصوفية والروحية”.
من جهته، أوضح مدير المهرجان، أحمد الحريشي، أن أفق هذا المهرجان “في صياغته، رؤية تمزج بين التراث والحداثة، وبين الوطني والديني، من خلال الاحتفاء بغرض المديح النبوي الذي اشتهر به المغاربة وأبدعوا فيه وربطه مباشرة بمناسبة عيد العرش”.
وأضاف الحريشي أن المهرجان يسعى إلى “توطيد العلاقات الدينية العربية والدولية من خلال تيمة المديح النبوي التي تميز المملكة المغربية في خصوصيتها الثقافية والفنية والن سبية، بوصف المملكة المغربية نسبا شريفا”، مضيفا أن هذا يدعم التعايش والحوار والمحبة والقيم الكونية، ويجسر العلاقات الانسانية بين الشعوب انطلاقا من الثوابت المشتركة شعرا وإنشادا وفكرا وترجمة.
وحضر في المهرجان مشاركون من تركيا والمملكة العربية السعودية وموريتانيا وتونس وقطر والامارات العربية المتحدة واليمن ومصر والعراق وفلسطين، التي أشاد ممثل عن وفدها في كلمة بالمناسبة بجهود جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، والمملكة المغربية لدعم القضية الفلسطينية.
وناقشت الندوة الأكاديمية التي انعقدت، اليوم الجمعة، تاريخ وخصائص “قصيدة المديح النبوي في الشعر المغربي”، وخصوصا عند شعراء سبتة والزاوية الريسونية.
كما نظمت على هامش المهرجان ورشات تكوينية في مجال الكتابة والالقاء الشعري، على أن تختم الفعاليات يوم غد السبت بتنظيم أمسيات شعرية وجلسات في فن المديح والأذكار.