سلط المشاركون في ندوة التأمت اليوم الجمعة الضوء على موضوع “الفن المغربي المعاصر والسؤال الثقافي”، وذلك في إطار فعاليات الدورة الصيفية للدورة ال44 لموسم أصيلة الثقافي الدولي المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وفي كلمة بالمناسبة، قال الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، محمد بنعيسى، إن الدورة الـ44 لموسم أصيلة الثقافي، تعد “دورة تاريخية” لكونها تعرف لأول مرة تخصيص جزء كامل للفنون والمشاغل والجداريات والأطفال وتكريم الفنانين، لافتا إلى أن الهدف الأساسي من إطلاق هذه التظاهرة قبل 44 سنة كان هو توظيف الفنون من أجل تحسيس المواطنين بأهمية الحفاظ على مدينتهم.
وبخصوص موضوع الندوة التي تنظم على مدى يومين، أكد السيد بنعيسى أن الأمر يتعلق بموضوع متميز وشيق، بالنظر إلى أنه “قلما نطرح السؤال الثقافي حول الفن”، مشددا في هذا الصدد على أهمية التأسيس لخطاب نقدي يؤهل المغرب ليكون رائدا في مجال الخطاب الثقافي النقدي.
من جهته أكد مدير المعهد الأكاديمي للفنون التابع لأكاديمية المملكة المغربية، محمد نور الدين أفاية، أن موسم أصيلة الثقافي الدولي “يبرهن على ما تتميز به نخبة هذه المدينة من إرادة معرفة وخيال ومبادرات”، مشيرا إلى أن المدينة احتضنت وتناولت وواجهت كل الأسئلة التي شغلت النخب المغربية العصرية في علاقتها بذاتها.
واعتبر السيد أفاية أن موضوع “الفن المغربي المعاصر والسؤال الثقافي” ليس جديدا على مواسم أصيلة، لافتا إلى أن هذه الندوة تعرض موضوع الفن المعاصر في المغرب في علاقته ليس فقط بالمسألة الثقافية في عموميتها، وإنما تكثف إشكالا مستداما في الممارسة الفنية المغربية.
وخلص إلى أنه رغم “قتامة المعاينات والانتقادات” التي توجه للمثقف والفنان، فإنهما ما يزالان يصران، بدرجات متفاوتة على الكتابة، والبحث، والنشر، والإبداع، ويعبران عن آرائهما بشتى الطرق وفي أغلب المناسبات المفصلية، مؤكدا أن “خريطة الكتاب والمبدعين تتسع وتتنامى بشكل يصعب مواكبة اتساعه”.
من جانبه، اعتبر الفنان التشكيلي والناقد الفني والمترجم، حسان بورقية، أن التعبير الشخصي بكونه “بابا يمكن من معرفة أصالة الفنان وعمله” يكتسي أهمية بالغة، مشيرا إلى أن رأيه بهذا الخصوص يقوم على قناعة مفادها بأن الفن والثقافة أبعد من أن يكونا ترفا.
وأضاف أنه يجب أن يكون للفنان امتداد فلسفي وأدبي، وأن يكون هناك حوار بين هذه العناصر، مؤكدا أن الفن طالما كان عاملا “مولدا للمفاهيم” بالنسبة للمفكرين والمبدعين.
يذكر أن الدورة الصيفية لموسم أصيلة الثقافي الدولي الـ44، التي تنظمها مؤسسة منتدى أصيلة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، وجماعة (بلدية) أصيلة، تستمر إلى غاية 25 يوليوز الجاري.
وتخصص هذه الدورة الصيفية للفنون التشكيلية، حيث إضافة إلى ندوة اليوم، ستنظم ندوة أخرى حول “التشكيل المغربي والتداول النقدي” يومي 20 و21 يوليوز الجاري، فضلا عن حفل تكريم الفنان التشكيلي المغربي عبد الكبير ربيع يوم 16 يوليوز الجاري.