استضافت كنيسة نوتردام دو لورد بالدار البيضاء، مساء أمس السبت، حفلا موسيقيا ل”كورال الثقافات الثلاث”، ينضح بالرسائل الداعية للسلام والتقارب بين الشعوب.
ومكن هذا الحفل، الذي بادرت إليه مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط بتعاون مع مجلس إقليم الأندلس ووزارتي الشؤون الخارجية المغربية والإسبانية، الجمهور الذي حج بكثافة من أجل اكتشاف تجربة موسيقية خاصة جدا يحركها الحب والاحترام للآخر وتجمع الفنانين من ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
وهكذا افتتح الموسيقيون والفنانون الذين ينتمون لثقافات وديانات وأعمار مختلفة، هذا الحفل بعمل تأملي مرتجل دون نص يدعو إلى التأمل قبل الانتقال إلى عمل موسيقي لغابرييل فور.
بعد هذا الجزء من الموسيقى الغربية، قدمت هذه الفرقة المكونة من موسيقيين وفنانين ومغنين من مختلف الثقافات والأديان، للجمهور مجموعة مختارة من الأعمال المستمدة من التراث الموسيقي المغربي والأندلسي، خاصة منها “البراقية”، و”حبيب القلب”، و”عشقت الطفلة الأندلسية”، و”محني الزين”، و”خليلي”.
وتتماشى هذه الأمسية الموسيقية لفناني “كورال الثقافات الثلاث” مع مبادئ وقيم مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، في تعزيز الحوار بين الثقافات واحترام التنوع.
في هذا الصدد، أكدت ماريا جيسوس باتشيكو عضو بهذه الفرقة (إشبيلية)، والمسؤولة عن أداء عمل غابرييل دي فوري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأمر يتعلق ببرنامج مهم يمزج بين ثلاث أنماط موسيقية مختلفة للغاية بأعمال من الثقافة الغربية والمغربية.
وأشارت الفنانة باتشيكو، وهي أيضا أستاذة الأدب بجامعة إشبيلية، إلى أن هذا الحفل يعزز التفاعل بين الفنانين من ثقافات متنوعة مع الأوروبيين الذين يقدمون أغاني باللغة العربية، والمغاربة الذين يؤدون الأعمال الغربية.
وسلطت الضوء على الاندماج، ومزيج الثقافات والتقاسم الموسيقي الذي تنبثق من هذا النوع من المبادرات، خاصة لحظات التعايش التي مرت خلال التدريبات والمناقشات بين الفنانين.
ومن جهته، أشار الفنان المغربي ربيع مروان قائد كورال “Les voix du chœur”، في تصريح مماثل، إلى أن هذا المشروع بدأ سنة 2008 بالرباط والصويرة بهدف جمع فنانين من مختلف الجنسيات من إسبانيا، والمغرب ومصر وفرنسا وتعزيز المزج بين الموسيقى العربية والغربية واليهودية.
وأضاف أن الأمر يتعلق بتجربة خاصة جدا لبعث رسالة سلام وتقارب بين الشعوب من خلال الثقافة والدين، مشيرا إلى أن البرنامج يتضمن أعمالا كلاسيكية لغابرييل فوري وآخر مرتجل، وريبرتوار مغربي.
أما بالنسبة لكارلوس كانسينو، المسؤول عن أداء أعمال خوسيه مانويل جيل، فعبر عن افتخاره لتواجده بالمغرب للمشاركة في هذا الحفل وفي هذا المكان الرائع، مبرزا الترحيب الحار الذي حظي به من قبل الشعب والمغنيين المغاربة.
وأشار الفنان كارلوس كانسينو إلى أن الفنانين الأوروبيين بذلوا جهودا من أجل تحسين نطقهم باللغة العربية، مضيفا أنه كان تحديا تم التغلب عليه.