يطرح التساؤل هل تستحق ما يشاهده المغاربة خلال هذه الأيام صرف 15 مليارا من المال العام و من ضرائب و جيوب المغاربة، على انتاجات و مسلسلات و سلسلات و برامج؟ ، وهل فعلا تقدر تلك الانتاجات بهذه التكلفة الباهظة التي تساوي بناء و تشييد 5 مستشفيات جامعية، لعلها اسئلة مطروحة وسط الرأي العام و بشكل حارق تصل إلى حد الاحساس بالظلم من ملايير قد تذهب سدى في شركات انتاج تعمل بمبدأ “كور و عطي للعور”، و التهافت على كعكة رمضانية تأكل منها وتسمن بطون أرصدتها البنكية، كيف لا و نحن نسمع أن شركتين كلفتا بإنتاج مسلسلين من 30 حلقة لكل واحد منها، قيمة كل حلقة 365 ألف درهم أي ما مجموعه 21 مليون و900 ألف درهم، و الشركتين اللتان كلفتا بإنتاج سلسلة درامية تتكون من 52 دقيقة لكل واحدة منهما، في حدود 4 حلقات قيمة كل واحدة حددت في مبلغ 365 ألف درهم للحلقة، أي ما مجموعه 8 حلقات بقيمة إجمالية وصلت إلى 2 مليون 920 ألف درهم، و شركتين كلفتا بإنتاج سلسلة درامية رومانسية لكل واحدة منهما تتكون كل من 30 حلقة بقيمة 300 ألف درهم لكل حلقة، أي ما مجموعه 18 مليون درهم، وشركة كلفت بإنتاج سلسلة تتكون من 8 حلقات مدة كل واحدة 42 دقيقة بقيمة 342 ألف درهم لكل حلقة، أي ما مجموعه حلقة بقيمة 5 ملايين و 472 ألف درهم، شركة أخرى كلفت بإنتاج سلسلة تاريخية تراثية تتكون من أربع حلقات مدة كل واحدة كلفتا سلسلة 16.
لا شك أن ما قدمه تحقيق جريدة الايام الاسبوعية كان صادما و ملحا لنطرح السؤال لماذا هذا كله في توزيع الغنائم على تلك الشركات، الا يستحق التلفزيون أن ينتج لنفسه بفضل كوادره و أطره المؤهلة، و لماذا تغييب أطر الاذاعة و التلفزيون من الانتاج، و تكليف الانتاج الخارجي بذلك أم أن القضية فيها “إن”، لنرجع قليلا الى التحقيق الصادم الذي جاء فيه أن شركتين كلفتا بإنتاج سلسلة كوميدية -10- تتكون من 30 حلقة بقيمة 265 ألف درهم لكل حلقة، أي ما مجموعه 60 حلقة بقيمة 15 مليون و 900 ألف و حصلت الشركة التي كلفت بإنتاج كبسولات من 3 دقائق تتكون من 30 حلقة بقيمة 30 ألف درهم لكل واحدة بما مجموعه 900 ألف درهم.
و شركة اخرى كلفت بإنتاج كبسولات من سبع دقائق تتكون من 30 حلقة بقيمة 52 ألف درهم لكل واحدة بما قيمته مليون و 560 ألف بلهجة درهم، فيما حصلت شركة اخرى التي كلفت بإنتاج وثائقي مكون من 50 حلقة يتناول مواضيع للقرب مدتها 13 دقيقة بقيمة 85 ألف درهم لكل حلقة، وبما مجموعه 4 ملايين و250 ألف درهم، وشركة كلفت بإنتاج وثائقيات 30 حلقة مدتها كل واحدة 26 دقيقة بقيمة 170 ألف درهم للحلقة، بما مجموعه 3 ملايين و400 ألف درهم، و شركة فازت بإنتاج برنامج واقعي حول الطبخ يتكون من 8 حلقات مدة كل واحدة 90 دقيقة، بقيمة 700 ألف درهم بما مجموعه 5 ملايين و600 ألف درهم، و شركة فازت بصفقة إنتاج بلهجة تمازيغيت تتكون من 30 حلقة مدة كل واحدة من – 52 دقيقة بقيمة 345 ألف درهم للواحدة، وبما مجموعة لكل 10 ملايين و350 ألف درهم…
هذه هي الأرقام و الملايير اللهم إني قد بلغت فأشهد…..