القناة الأولى جذبت 72% خلال وقت الذروة و دوزيم لم تتجاوز 45%
قرارات الحجر الصحي المرتبطة بقانون حالة الطوارئ، وبالضبط إجراء الإغلاق الليلي الذي سنته الحكومة تزامنا مع شهر رمضان الفضيل وقاية من تفشي كورونا المستجد، عوامل ساهمت في رفع نسبة المشاهدة المتعلقة ببرامج التلفزة المغربية بمجمل قنواتها وبالخصوص القناة الأولى والقناة الثانية ( دوزيم )، اللتان اعتادتا شد الأنظار خلال كل شهر رمضان على امتداد العقود الثلاثة الأخيرة، وظلتا محطتي نقد وانتقاد لجودة ما تقدمانه من برامج، مقابل ما تتقاضياه من دعم من الدولة ومن عائدات الضرائب التي يدفعها المواطنون.
على الرغم من غزارة المنتوج الذي تقدمه القناتان خلال رمضان الفضيل الحالي، وهو المنتوج الموزع بين الدراما والكوميديا وبين أجناس المسلسلات وكوميديا المواقف ( سيت – كوم) والكبسولات والسهرات الفنية والفقرات الترفيهية والإشهارية، إلا أن هذه الغزارة ما كانت لتعرف إقبالا على مشاهدتها لولا أن قرار الإغلاق الليلي اضطر غالبية المواطنين إلى الاستهلاك الكبير للمنتوج التلفزي الوطني، عبر القناتين الأولى والثانية، خصوصا لدى طبقات عديدة تنعدم لديها “القدرة الشرائية” للولوج إلى باقي الفضائيات الدولية خصوصا المؤدى عنها.
حسب مصدر موثوق، مهتم بنسبة مشاهدات القناتين خلال الأيام الأولى من رمضان، أكد على القناة الثانية التي راهنت على مواصلة ريادتها في المشهد السمعي البصري التنافسي من خلال تعزيز أدائها الفرجوي تلبية لانتظارات مشاهديها على أفضل وجه، لم تحقق المبتغى خصوصا في أوقات الذروة التي تعرف إقبالا على المشاهدة، علما أن”دوزيم” استطاعت، خلال سنوات طوال فرض مكانها رائدة في استقطاب المشاهدين.
بلغة الأرقام، نفس المصدر فإن ” دوزيم” حققت خلال الأيام الستة الأولى من رمضان الفضيل، نسبة متابعة بلغت قرابة 39 في المائة، وبالضبط 38.7 من إجمالي المشاهدة اليومية بل بلغت 45 في المائة خلال وقت الذروة، في الوقت الذي استطاعت فيه القناة الأولى فرض نفسها رائدة ميدانيا في نسب المشاهدة أوقات الذروة، حيث استحودت على 72 في المائة من إجمالي المشاهدات في هذه الأوقات، أي الذروة، فيما النسبة المتبقية من إجمالي نسب المشاهدات أي 28 في المائة فتتوزع بين جميع القنوات الفضائية الأخرى التي يستهلكها المغاربة، وهي أكثر من ألف قناة حسب نفس المصدر.
القناتان الأولى والثانية، حسب نفس المصدر، عملتا جاهدتين، على أن تكونا أقرب إلى الأسر المغربية، بالرهان على استقطابها بشبكة برامج رمضانية متنوعة المنتوج ما بين كوميديا ودراما وبرامج للقرب وأخرى للترفيه ما ساهم في غزارة الإنتاج والعرض حيث استحوذ الإنتاج الوطني فيهما على 88 في المائة.
على الرغم من هذه الغزارة في العرض والإنتاج للقناتين، تميزت القناة الأولى في الدراما عبر باقة المسلسلات الدرامية المقدمة للمشاهد ، الشيء الذي جعلها الأولى في هذا النوع بمسلسلات تشد إليها الأنظار ليس من خلال محتوياتها ( سيناريو) فحسب، وإنما من خلال التطور الفني الملموس في إخراجها و تصويرها.
وتبقى كوميديا الموقف المعروفة اختصارا بـ”السيت – كوم” نقطة ضعف القناتين معا، من إجمالي ما يقدمانه إلى الجمهور، حيث تسيطر النمطية وتكرار المضامين وهيمنة نفس الوجوه المألوفة لدى المشاهد على المشهد. الغريب أن نفس المنتوج الذي تقدمه القناة الثانية على سبيل المثال، للسنة السادسة على التوالي، في قالب الكاميرا الخفية وباسم ” مشيتي فيها” ، استطاع أن يجمع أكثر من 10 ملايين ونصف المليون مشاهد على طاولة الإفطار الرمضاني( الذروة) ، كما أن سيت كوم كلنا مغاربة استطاعت تحقيق 8 ملايين مشاهدة لكونه يحتفي يتنوع و عنى جهات المملكة.
و إذا كانت الدراما المغربية بمسلساتها المتنوعة على القناة الأولى حققت أرقاما قياسية للمشاهدة ، غير مسبوقة لحد الآن، عبر مسلسلات تشد الأنظار ، كما هو الشأن بالنسبة لـ”بنات العساس” والجزء الثاني من “الماضي لا يموت” أو”حديدان وبنت الحراز” أو “سالف عدرا” أو “أسرار البيوت”، فإن سيت كوم حسن الفذ” تي في” وإن كان مبرمجا خارج وقت الذروة فيمكن القول عنه أنه افضل الستكومات خلال رمضان الحالي.
*محمد عفري