يعد معرض “إيف سان لوران خطوط فبورتريه ا” الذي يحتضنه متحف إيف سان لوران بمراكش، واجهة أساسية لتسليط الضوء على أعمال فنية بلورتها باقتدار أنامل المصمم الفرنسي الشهير إيف سان لوران، وكانت نتاج تربة خصبة للمدينة الحمراء تساعد على الإبداع والابتكار، متى تم ت من قبل موهوب مله م تملك ناصيتها.
ومكنت زيارة لهذا المعرض الذي يرتقب افتتاحه بعد غد السبت ويتواصل إلى غاية 28 يناير من سنة 2024، والتي جرت، اليوم الخميس، بحضور فنانين ونقاد وناقدات، إضافة إلى شغوفين بالفنون والموضة يمثلون عوالم شتى، فرصة مواتية لتسليط الضوء على هذا المعرض الذي بلوره كل من أوليفيي سايار وغاييل مامين، بغرض استجلاء مجموعة من الأعمال التمهيدية للمصمم الراحل، وإبراز المتن الغني للأعمال الخطية التحضيرية لمصمم الأزياء الراحل.
ويتعلق الأمر بأكثر من 60 ألف قطعة ورسم تحتفظ بها مؤسسة إيف سان لوران، وتعد وليدة فكر ورؤية هذا المصمم الكبير والخبير في الموضة، وتتمحور حول أزياء، وحلي، وقلادات، وأساور للزينة، تتخذ ألوانا شتى، في تناسق وانسجام تامين، كما تنفتح على كافة الأنماط الفنية والإبداعية، في تلاقح بديع بين مختلف الثقافات التي نهل منها مصممها إيف سان لوران.
كما تشي هذه القطع الفنية البهية بالغضاضة والجمال، وتعكس القدرات الإبداعية المتميزة لهذا المصمم، وملكاته في تطويع الألوان ومزجها وصهرها لتستحيل لوحة فنية فتانة. وفي هذا الصدد، قال رئيس مؤسسة حدائق ماجوريل بمراكش، ماديسون كوكس، إن الأمر يتعلق بـ”أعمال ورسومات وأزياء تم جلبها من مؤسسة إيف سان لوران بباريس”، لافتا إلى أهمية كل هذه الأعمال والتي تتجلى “في كونها تمت بلورتها وصياغتها بمراكش في مقر إقامة المصمم إيف سان لوران بفيلا الواحة، أو دار الحنش، أو في أمكنة إقامته الأخرى”.
وشدد كوكس، في تصريح لقناة إم 24 الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، على الأهمية التي تكتسيها أعمال من هذا القبيل، وطابعها الفني البارز، مشيرا إلى أن هذه الرسومات الأولية، التي أنجزت في إقامات الراحل، استحالت في وقت سابق إلى أزياء.
وتابع أن المدينة الحمراء “شكلت على الدوام مصدر إلهام بالنسبة لإيف سان لوران”، مضيفا أن الراحل “اكتشف أهمية الألوان، خصوصا الجلية منها، هنا، وانتقاها لبعض الأزياء التي يحتضنها هذا المعرض ويعود بعضها لخمسين سنة، وأبانت عن قدرتها على الصمود زمنيا، وأنها ما تزال تضج بالحياة”.
وأوضح أن إيف سان لوران وجد مصادر أخرى للإلهام من قبيل “الصناعة التقليدية الممتازة، والتي تحيل عليها أزياء على غرار البرنس”، مشيرا إلى أن مقامه في المغرب لم يكن “قط عطلة، بل عملا دؤوبا ومسترسلا، بالنظر إلى شغفه بعمله، ولكونه رسم كل رسوماته الأولية بمراكش، وأساسا بدار الحنش”.
وكشف، في هذا الصدد، أن مدينة مراكش كانت بالنسبة للمصمم الراحل “مكان سلام وتأمل وتركيز”، مؤكدا أن هذه المجموعة، التي تتألف من 60 ألف قطعة، “ليست سوى نقطة ماء في بحر إبداعات إيف سان لوران”.
من حهتها، أبرزت المحافظة المسؤولة عن المجموعات بمتحف إيف سان لوران بباريس، سيرينا بوكالو-موسيلي، الأهمية التي تكتسيها أعمال المصمم إيف سان لوران، مشيرة إلى غناها وحمولتها الفنية والرمزية.