انطلقت الثلاثاء بمدينة فاس، فعاليات النسخة الخامسة من المهرجان الوطني لفنون التراث الموسيقي المنظمة بمبادرة من “جمعية سيدي التهامي المدغري لطرب الملحون بفاس”، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل(قطاع الثقافة).
وتهدف هذه التظاهرة الفنية، التي تتواصل إلى غاية فاتح دجنبر المقبل تحت شعار “لنحافظ على التراث”، إلى المساهمة في تنشيط المشهد الثقافي للعاصمة الروحية والمغربية للمملكة، وكذا الاهتمام بالتراث اللامادي وإيلائه ما يستحق من عناية وتقدير.
كما يروم المهرجان، الذي يتميز بمشاركة ثلة من رواد فن الملحون على الصعيد الوطني ومن جهة فاس مكناس، بالإضافة إلى فرق فنية وتراثية من مختلف الزوايا الصوفية الشعبية مثل “الطريقة العيساوية” و”الطريقة الحمدوشية” و”أهل تواة دار الضمانة”، التعريف بالتصوف المغربي وشعر المحلون والمساهمة في تدوينه وإشعاعه عبر الوسائل المختلفة بما في ذلك الغناء. يتضمن برنامج النسخة الخامسة من المهرجان عروضا وأنشطة فنية وثقافية متنوعة، تجمع ما بين الندوات العلمية والفن التشكيلي والسهرات الغنائية، لتلبية تطلعات وانتظارات جمهور التراث الموسيقي، لاسيما فن الملحون. كما تكرم التظاهرة عددا من أعلام التراث الموسيقي لفن الملحون، تقديرا وعرفانا بعطاءاتهم ومجهوداتهم على مدى سنوات. في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ولقناتها الإخبارية (M24)، قال المدير الفني للمهرجان ومقدم “الطريقة الحمدوشية”، عبد الرحيم العمراني، إن التظاهرة تتميز في نسختها الحالية بالجمع ما بين الفنون الشعبية الصوفية وفن الملحون، ويشارك فيها نخبة من رواد الملحون من فاس ومكناس والجهة. من جهته، أكد عبد المجيد العيباري أحد مشايخ الملحون والمهتم بالتراث الأدبي المغربي الأصيل، في تصريح مماثل، أن شعر المحلون يعتبر ديوان المغاربة حيث سجلوا به أحداثهم التاريخية “بانتصاراتها وانكساراتها”،إضافة إلى كونه معجما للهجة العامية المغربية وهو الناطق الرسمي للثقافة المغربية الأصيلة بروافدها المتعددة. وشدد العيباري على أهمية تعريف الشباب بالتراث الأدبي الأصيل وتقريبه منهم، وذلك كمساهمة فعالة في ترسيخ قيم المواطنة والتشبث بالهوية الوطنية. جدير بالذكر أن المغرب يتوفر على أنماط موسيقية تراثية متعددة تعد بمثابة مخزون ثقافي وطني وافر فائض بالعطاء المتجدد.
