أكد المؤلف الموسيقي، غابرييل يارد، اليوم الأربعاء بمراكش، أنه عندما تتلاشى الصور تبقى الموسيقى.
وتقاسم يارد الذي حل ضيفا على فقرة “حوار مع..” ضمن فعاليات الدورة التاسعة عشر للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، مع جمهور الدورة تجربته باعتباره مؤلفا موسيقيا للأفلام، مستحضرا حبه للموسيقى، ولاسيما الجاز منذ صغره.
وشدد الفنان الفرنسي اللبناني على أهمية الموسيقى التصويرية في العمل السينمائي لأنه عند الخروج من السينما، يحتفظ الجمهور دائما في ذهنه بتيمة الفيلم التي لا يمكن الاستهانة بتأثيرها.
وقال في هذا الصدد “لقد ولدت من أجل الموسيقى”، مستحضرا طفولته في لبنان ورغبته في تكريس مستقبله للموسيقى، عوض تحقيق رغبة أبويه بدراسة القانون.
المؤلف الموسيقي الذي بدأ أولى خطواته في مسار الموسيقى التصويرية مع المخرج الفرنسي السويسري، جان لوك كودار، شدد على ضرورة مواكبة الفيلم في مجموع مساره دون انتظار صور الفيلم ليؤلف موسيقاه، قائلا في هذا الصدد “من المهم أن تتخلق الموسيقى قبل وخلال وبعد الصورة”.
يشار إلى أن غبريال يارد ولد في بيروت سنة 1949، وتخلى عن دراسته للقانون من أجل تعلم الموسيقى في مدرسة باريس العادية للموسيقى تحت إشراف هنري دوتيلو وموريس أوهانا. بعد ذلك، رحل إلى ريو، وهناك استقر لمدة سنة ونصف عمل خلالها مع إيفان لينز، سفير موسيقى بوسا نوفا الحديثة.
ولدى عودته إلى باريس سنة 1973، قام بكتابة موسيقى فيلم “كل رجل لنفسه” لجون لوك كودار، كما عمل في غضون بضع سنوات مع عدد من كبار المخرجين السينمائيين، من بينهم روبرت ألتمان، وكوستا غافراس، وإتيان شاتيلييز.
كما عمل مع جون جاك آنو في فيلمه العشيق الذي حصل من خلاله على جائزة سيزار، وجون بيير موكي، وميشيل أوسيلو، وأنتوني مانغيلا الذي ألف له موسيقى المريض الإنجليزي، الفيلم الذي فاز بجوائز الأوسكار، والأكاديمية البريطانية لفنون الأفلام والتلفزيون “البافتا”، والكولدن غلوب، وجوائز “غرامي” التي تمنحها الأكاديمية الوطنية لتسجيل الفنون والعلوم.
ويعمل يارد منذ عدة سنوات مع جيل جديد من المخرجين أمثال فلوريان هينكيل، وفون دونيرسمارك، ومايوين، وأنجلينا جولي وكزافيي دولان.