يعتبر “أشكال”، الذي عرض االسبت، في إطار المسابقة الرسمية للدورة الـ 19 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أول فيلم طويل للمخرج التونسي الشاب يوسف الشابي، وهو عمل سينمائي يمزج ببراعة بين القصة البوليسية والخيال.
ويعد فيلم “أشكال”، ثاني فيلم يعرض ضمن قائمة الـ 14 فيلما طويلا، التي تتنافس في هذه النسخة من المهرجان للفوز بـ “النجمة الذهبية” المرموقة، والذي استفاد من دعم منصة “ورشات الأطلس”، البرنامج المخصص للصناعة السينمائية الذي يهدف إلى دعم جيل جديد من المخرجين من إفريقيا والشرق الأوسط، عملا مشوقا مذهلا، يمزج بين عناصر التحقيق البوليسي والخيال.
ويسلط الفيلم، الذي تبلغ مدته 92 دقيقة، الضوء على الشرطية، فاطمة، التي لعبت دورها فاطمة أوصيفي، وبطل (محمد حسين قريع)، اللذين يكتشفان جثة متفحمة في موقع بناء غير مكتمل في أحد مباني “حدائق قرطاج “، أحد أحياء تونس، الذي أنشأه النظام السابق، وتم إيقاف بنائه بعنف في بداية الثورة.
وبينما تستأنف الأشغال في مواقع البناء تدريجيا، بدأت فاطمة وبطل البحث في هذه الحالة الغامضة، لكن هذه الحادثة لا تبدو وحيدة حيث حدثت حالة مماثلة قبل أن يتمكنا من كشف ملابسات الحالة الأولى.
ويأخذ التحقيق منعطفا مثيرا ويبدأ البحث عن مرتكب الجريمة، حتى لو بدا أنه يعقد مهمة ضابطي الشرطة.
وأعرب يوسف الشابي ، الذي كان مرفوقا بالممثلة فاطمة أوصيفي والممثل رامي حرابي، وكذلك المنتج فارس لعجيمي، في حديثه قبل عرض فيلمه، عن سعادته الكبيرة بالتواجد في مراكش للمشاركة في هذا الحدث السينمائي الكبير وبرؤية فيلمه في قائمة الأفلام الطويلة التي تم اختيارها للمشاركة في المسابقة الرسمية للدورة التاسعة عشر للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
وأضاف أنه شارك في “ورشات الأطلس” في سنة 2019 واستفاد من تأطير ودعم هذه المنصة، مؤكدا أن فيلمه الطويل يستكشف قضايا سياسية واجتماعية وكذا موضوعات الخيال.
من جهتها، أشارت السيدة أوصيفي إلى أن عمل هذا المخرج الشاب يفسح المجال لمحبي الأفلام لاكتشاف تونس المعاصرة من زاوية مختلفة، مع الكثير من الخيال والإبداع.
يذكر أن يوسف الشابي ، الذي ولد في تونس سنة 1984، أخرج فيلمين قصيرين هما “نحو الشمال” سنة 2010 و “الأعماق” سنة 2012، اللذان تم اختيارهما في العديد من المهرجانات الدولية. وفي سنة 2012، شارك في إخراج الفيلم الوثائقي “بابيلون” الحائز على جائزة لجنة التحكيم من مهرجان مارسيليا للفيلم الوثائقي وتم تقديمه في متحف الفن الحديث في نيويورك.
وبالإضافة إلى فيلم “أشكال”، هناك 13 فيلما طويلا تتنافس على “النجمة الذهبية” في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته التاسعة عشر.
يذكر أنه التزاما بالتوجه الذي اختاره المهرجان، تشارك في المسابقة الرسمية أفلام طويلة تعد الأولى أو الثانية لمخرجيها، بحيث تستهدف الكشف عن مواهب جديدة في السينما العالمية والترويج لها. وتتنافس في مسابقة هذه الدورة 14 فيلما من ضمنها عشرة أفلام هي الأولى لمخرجيها، وستة منها من إبداع مخرجات سينمائيات.