– هي أسطورة الأدوار الصعبة وهي السنديانة الدمشقية، وهي المرأة االممثلةلقوية المناضلة الحرة الشرسة في الدفاع عن الحق، هي هند بنت عتبة في فيلم “الرسالة” وهي “الخنساء” التي ترثي أخاها “صخرا” وهي “أم جوزيف” في باب الحارة وهي “أم جبل” في مسلسل الهيبة.
ورغم نجاح المسلسلات التلفزيونية والأعمال السينمائية العديدة التي أدت أدوارها فيها بامتياز فهي تصر على أنها “ممثلة مسرح بالأساس”.
في تصريحات اعلامية تحدثت الفنانة منى واصف عن سر استمرار نجاحها منذ ما يزيد عن نصف قرن، وعن رأيها في اكتساح المؤثرات “نجمات الانستغرام” لمجال التمثيل. وكشفت سر تعلقها باللغة العربية، واهتمامها الكبير بالأدب الروسي والأنقليزي.
تقول منى واصف إنها لم تكن تعيش في رفاهية، بل لطالما شعرت بأنها “نجمة مقاتلة”، وبينت أنها كانت تصغي باهتمام لآراء النقاد، وتحدثت عن تغير النقد اليوم مع التطور التكنولوجي، وفسح المجال للجميع للإدلاء بآرائهم.
و اعتبرت أن ظاهرة هجرة الشباب ليست جديدة أو خاصة بالمجتمعات العربية، وأعربت عن تفهمها لرغبة الشباب في ترك بلدانهم هربا من الحروب أو الفقر، لكنها وجهت لهم رسالة تدعوهم فيها إلى ألا يحرقوا قلب الأم التي هي الأرض والأرض هي الوطن، قائلة إن بعض الأوطان ذكرت في القرآن والإنجيل فلماذا يتركها أبناؤها.
أما عن نفسها فتقول “أمي مسيحية وأبي كردي، فأنا نسيج سوري بامتياز والناس يحبونني بصدق، لذلك لم أترك الشام ولن أفعل مهما حصل.
تتميز النجمة السورية والعربية منى واصف بذاكرة وقادة، فهي تستحضر تفاصيل عاشتها منذ الستينات والسبعينات، وكأنها حصلت بالأمس القريب، تتمتع بثقافة واسعة وعزيمة فولاذية لم يمس الزمن من صلابتها.
تستحضر دخولها إلى عالم التمثيل وهي الشابة الجميلة المفعمة بالحياة التي كانت تبيع أزياء نسائية وكانت راقصة شعبية (الدبكة) فلا تخفي أن ذلك كان “من أجل الشهرة والراتب الجيد”. لكن زواجها من مديرها الضابط بالمسرح العسكري محمد شاهين جعلها تنقطع عن العمل لمدة عام باعتبار ان القانون يمنع العسكريين من الزواج بفنانات أو أجنبيات، فشعرت في تلك السنة انها خسرت أحلامها الملكية. تقول ” في طفولتي كنت أتخيل أنني أذهب أحارب ثم أرجع إلى جبل قسيون حيث شيدت قصرا”. وعندما أصبح زوجها يعمل في القطاع المدني عادت مجددا الى التمثيل ولسان حالها يقول “أمسكني لو استطعت”. شاركت الممثلة آنذاك في فيلم و3 مسرحيات منها “طرطوف” لموليير سنة 1966 وتصدرت صورتها غلاف مجلة “الحسناء”، تقول وظللت أشتغل حتى وأنا حامل، إلى غاية اللحظات الأخيرة قبل ولادة ابني عمار”. هذا الشغف الجنوني بالعمل والتمسك بالأحلام هو سر استمرار نجاح منى واصف لأكثر من ستين سنة من الإبداع، بين أعمال مسرحية وسينمائية وتلفزيونية.