يعرض الفنانان التشكيليان المغربيان، إلهام العراقي وعبد القادر مسكار، أعمالهما بالدورة الـ 119 من “معرض الخريف بباريس” المرموق، الموعد السنوي البارز للفن التشكيلي في فرنسا، والذي افتتح أبوابه أمس الخميس بفضاء (لا غروند هال دو لا فيليت). وستتواصل هذه التظاهرة الثقافية، التي تحظى بدعم من وزارة الثقافة الفرنسية وتعرف مشاركة أكثر من 40 جنسية مختلفة، حتى 23 أكتوبر الجاري.
ويقدم المعرض، الذي يندرج وفقا لمنظميه في إطار الزخم الثقافي الخريفي الذي تعرفه العاصمة الفرنسية، على مساحة عرض تبلغ 6000 مترا مربعا، أعمالا لما يقرب ألف فنان من جميع أنحاء العالم مع توقعات باستقبال أكثر من 30 ألف زائر.
وخلال هذه التظاهرة ذات الصيت العالمي، تعرض إلهام العراقي عملها (Marée d’un temps)، وهي لوحة زيتية على قماش بتصميم انسيابي، تشير إلى تمجيد الوقت الذي يعيشه كل فرد. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت الفنانة، التي تم تتويجها عام 2017 بلقب “شريكة لمعرض الخريف” تقديرا للجودة العالية لإنتاجها الفني إنها فخورة بتمثيل الفن المغربي المعاصر في هذا الحدث الفني الكبير، مؤكدة أن الفنانين المغاربة، لاسيما النساء ، يواصلون فرض أنفسهم في مقدمة المشهد الفني العالمي، كما تحظى أعمالهم بتقدير أكبر خلال المعارض الدولية.
وقالت العراقي إن لوحتها، التي تم اختيارها من قبل منظمي المعرض بعد مسلسل صارم للغاية، تعكس عدة سنوات من التأمل والتفكير الفلسفي والفني بهدف الإلمام بموضوع الوقت.
من جانبه، كشف عبد القادر مسكار، أستاذ الرسم السابق الذي يعيش ويعمل بين باريس وميلانو ومراكش، النقاب هذا العام عن “جنة عدن”، وهو عمل 178 × 80 سم مصنوع باستخدام تقنية مختلطة من المراتب المعاد تدويرها، معتبرا أن هذا العمل سيساهم في نشر الوعي بقضايا المناخ وضرورة بذل المزيد من الجهود فيما يتعلق بإعادة التدوير.
وبالنسبة لابن الدار البيضاء، الحائز على جائزة المعرض “تيلور” عام 2019، يسعى عمله إلى “حمل وتعزيز رسالة السلام والتعايش من خلال الفن، حيث أن الإنسانية التي لها نفس الأصل، حواء وآدم، مما يفسر عنوان العمل”.
وإلى جانب المعرض، الذي تم تنظيمه حول 20 قسما فنيا، تقدم التظاهرة، التي استضافت أكبر الأسماء في الرسم المعاصر، بما في ذلك سيزان وبيكاسو ودالي، برنامجا متنوعا من مؤتمرات وقراءات شعرية وموسيقى وعروض رقص.
وسيتم كذلك تنظيم عرضين للأزياء، واحد من تصميم بيترا شوانز، التي ستعرض فساتين مصنوعة من البلاستيك المعاد تدويره، والآخر من تصميم فابيين تيبو، راعية معرض الخريف 2022، حول إبداعات مطبوعة لأعمال أصلية تم إنتاجها بالتعاون مع الرسام إيف ديكاودان.