احتضن مسرح فيلا الفنون بالرباط، مساء أمس الجمعة، حفلا تراثيا مبهجا، أحيته فرقة أحيدوس تامغرا وفرقة بوغانيم التراثية، وذلك في سياق فعاليات الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية لسنة 2022.
معجبا بجمالية اللوحة والهندام وبلاغة الشعر وسحر الأنغام، استمتع جمهور الحفل الذي نظمته مؤسسة المدى – فيلا الفنون الرباط بتنسيق مع جمعية أخيام للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، على مدى أزيد ساعة ونصف من الزمن، بأداء فرقة أحيدوس تامغرا ايت حديدو، برئاسة المايسترو محمد إمغي، التي ينحدر أعضاؤها من منطقة إملشيل، التابعة إداريا لعمالة إقليم ميدلت.
وفي شكل فني آخر، قدمت فرقة بوغانيم التراثية، التي تجسد الانتماء الهوياتي والثقافي المغربي العميق، لوحة فنية شعبية عجيبة، امتزج فيها، في قالب واحد، التعبير الجسدي بالشعر وموسيقى “القصبة المزدوجة” بنقرات البندير، في تعبير من الشيخ عدي همو (قائد الفرقة) عن قوة الارتباط بالبيئة المحيطة في منطقة مثلث إملشيل-تونفيت-ايت بوغماز.
وانجذب الجمهور بقوة لعرض فرقة بوغانيم الغرائبي، إذ عبر أعضاؤها الثلاثة من خلال الحركة والنغمة والكلمة عن العمق الفطري والبسيط لهذا الشكل الفني الفرجوي المتميز.
واختتمت هذا الحفل الفني البهي فرقة أحيدوس تامغرا، في لوحة تخرج عن القواعد المألوفة لفن الأحيدوس، إذ عمدت الفرقة إلى توظيف آلتي “الغيطة والطبل” إلى جانب “البندير” الذي يعتبر الآلة الوحيدة التي ترافق فرقة أحيدوس في أداء القصائد الشعرية الأمازيغية.
وقال الباحث والفاعل الجمعوي، باسو أوجبور، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، إن فرقة أحيدوزس تامغرا تعتبر لوحة فنية تجسد المساواة بين المرأة والرجل على خشبة المسرح، من خلال التناغم في الأداء واللباس والتكامل في الأدوار الفنية.
واعتبر أن توظيف الفرقة لآلتي “الغيطة والطبل” يعزى إلى التفاعل مع جماهير المهرجانات الذين عبروا مرارا عن رغبتهم في الاستمتاع بفن الأحيدوس ممزوجا بنغماتهما.
ولم يفت أوجبور التذكير في افتتاح هذا الحفل بمعنى كلمة أحيدوس المركبة، والتي تحيل على أنه فن بني على أساس المتعة والحركة، مبرزا أنه يعكس المساواة بين النساء والرجال وحقهم معا في الغناء والرقص والتعبير.
وتجدر الإشارة إلى أن الأحيدوس في الأصل كان يتشكل من صفين متوازيين ومتقابلين، قبل أن فرضت عليه ضرورة مواجهة الجمهور أثناء المهرجانات الاندماج في صف واحد يتقدمه المايسترو.