أسدل الستار، مساء اليوم الأحد، على فعاليات الدورة الأولى للمهرجان الجهوي للفنون الشعبية بقلعة السراغنة، بحفل فني متنوع وغني بالألوان الموسيقية، أحيته مجموعة من الفرق، بالإضافة إلى الفنان الشعبي حميد السرغيني.
وهكذا، كان مسك ختام هذه الدورة (29 شتنبر- 2 أكتوبر) الحفل الذي أحياه حميد السرغيني، واحتضنه “جنان روما”، وأدى خلاله باقة من أشهر أغانيه، من قبيل “زينة لبنات” و”السواكن” و”كتب يا الطالب” و”الشيبانية”و “يديرها المبرع”.
وتفاعل الجمهور الحاضر مع هذه الباقة من الأغاني، التي برع حميد السرغيني في أدائها، بما يليق بفنان شعبي، معروف بتملكه للركح وبملكاته الإلقائية، وكذا بروحه المرحة.
وكانت مجموعات اعبيدات الرما خيالة السراغنة، وحمادشة السراغنة، ولعابات الحوزية، قد تناوبت، قبل ذلك، على الركح، حيث أتحفت، هي أخرى، جمهور المهرجان بلوحات بديعة، تمتح من معين الفن الشعبي المحلي.
وقال المدير الجهوي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة -بجهة مراكش اسفي، حسن هرنان، إن الدورة الأولى للمهرجان الجهوي للفنون الشعبية بقلعة السراغنة تميزت بتنوع وغنى فقراتها، مشيدا بالدعم الذي قدمته السلطات من أجل انجاحها، لكي تثمر المأمول منها في ما يتصل بالتنشيط الثقافي بالاقليم.
وسجل السيد هرنان، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، التجاوب الكبير الذي أبداه الجمهور الغفير مع هذه التظاهرة الفنية والثقافية، داعيا إلى المضي في ترصيد المكتسبات التي تم تحقيقها خلال هذه الدورة وحسن استثمارها مستقبلا.
واشار الى ان الفرق المشاركة في المهرجان تنحدر من إقليم قلعة السراغنة والمناطق المجاورة، مبرزا أن “شيوخ هذه الفرق يمثلون سلفا حقيقيا يحمل مشعل صون الفنون الشعبية واشاعتها في صفوف الأجيال الجديدة”.
أما الفنان الشعبي حميد السرغيني، الذي أدى أغان شعبية وأخرى تلقى القبول عند شرائح واسعة من الجمهور، فأشاد، من جهته، في تصريح مماثل، بتنظيم هذه التظاهرة الفنية بإقليم قلعة السراغنة.
وأتت الدورة، التي نظمتها وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، تحت شعار ” الفنون الشعبية السرغينية ذاكرة وحضور”، امتدادا لمهرجان الفنون الشعبية الذي كان بحق مناسبة فرجوية بامتياز، تحيي الذاكرة الجماعية للمنطقة وتثمن تراثها المادي واللامادي.
ويتناغم تنظيم فعاليات هذا المهرجان مع التوجهات الكبرى لوزارة الثقافة، الرامية إلى تثمين الموروث الحضاري المغربي وصون الذاكرة الجماعية بما يساهم في إذكاء الوعي بالتراث الوطني بشقيه المادي واللامادي وضمان استمراريته.
وعرفت الدورة الأولى للمهرجان الجهوي للفنون الشعبية بقلعة السراغنة مشاركة 19 فرقة فنية تعكس غنى الموروث الشعبي المغربي بتعدد روافده الفنية.
وبالموازاة مع العروض الفنية، تمت برمجة معرض للفنون التشكيلية، وآخر للصور الفوتوغرافية، يختزنان الذاكرة الفنية والتاريخية لإقليم قلعة السراغنة، إلى جانب أربع ورشات تكوينية لفائدة المهتمين بالفنون الشعبية والفنون التشكيلية.