جرى، أمس الخميس، بمتحف ايف سان لوران بمراكش، تقديم أعمال الطوبوغرافي الفرنسي تيوفيل جان دولاي، لوفد صحافي يمثل عددا من المنابر الإعلامية الوطنية والمحلية، وهي الاعمال التي يتضمنها المعرض المقام بقاعة العروض المؤقته بالمتحف، والمقرر افتتاحه في 17 شتنبر الجاري، ويتواصل إلى غاية 15 يناير 2023، تحت شعار ” Le Maroc de Théophile-Jean Delaye (1970-1896)”.
ويحتفي هذا المعرض، المنظم بشراكة مع متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية (Mucem)، بضابط الخرائط تيوفيل جان دولاي، الذي تحو ل إلى أبرز جغرافي في تاريخ المغرب، حيث جاب منذ عام 1924 العديد من المناطق المغربي ة، بهدف رسم خارطة للعديد من الأماكن.
وكانت تلك الجولات وراء إنتاج فني غزير في مجال الرسم والتشكيل، حيث كانت تلك المناطق لا تزال من دون تخطيط طوبوغرافي، بسبب وعورتها. وكان دولاي أحد رواد رسم الخرائط، من خلال التصوير من الجو، وأنجز أول خريطة سنة 1925.
و عبر مدير المتاحف بمؤسسة حدائق ماجوريل، أليكسيس سورنين، في تصريح للصحافة، عن سعادته بافتتاح هذا المعرض، الذي يحتفي بأحد المؤرخين وضباط الخرائط الذي استقر في المغرب لازيد من ثلاثين سنة، حيث مث لت اعماله بالنسبة للمغرب والعالم، إنجازا معرفيا كبيرا .
وأشار السيد اليكسيس الى “ان هذا المعرض يشكل مناسبة لاكتشاف وإعادة اكتشاف بعض المناطق القروية عبر اعمال دولاي المتمثلة في إنجازاته العلمية و الفنية الثي وثقها في مئات الرسومات و المنشورات”.
من جهتها، أوضحت السيدة ميراي جاكوتين امينة التراث ورئيسة مركز ” الحياة العامة” في متحف الحضارات أوروبا بمارسيليا، في تصريح مماثل، أن “الهدف الرئيسي من تنظيم هذا المعرض بمراكش هو ابراز تعلق و شغف المورخ تيوفيل جان دولاي بالمغرب، وكيف ترجم هذا الشغف بإنجازات علمية عبر رسومات و صور لمناطق قروية اكتشفها خلال رحلاته منذ بداية عشرينيات القرن الماضي”.
وخلصت السيدة ميراي إلى أن فكرة تنظيم المعرض “نابعة من أهمية المحافظة على هذا الإرث العلمي وتسليط الضوء على تلك الأعمال التي كان دولاي سباقا لها، حيث كان من أوائل المؤرخين الذين اشتغلوا على خريطة المغرب، فضلا عن كونه احد مؤسسي “بارك توبقال”، مشيرة الى أن “المعرض يضم ازيد من 100 لوحة ومنشور وكذا آلات وأدوات تم استعمالها اثناء البحث والاستكشاف، خلال فترة امتدت من سنة 1924 الى سنة 1960”.