الزغاريت جمع التزغريته في المغرب العربي، هي صوت الولولة، وتصدر بالتحريك الجانبي للسان داخل الفم على أن يكون متتابعاً، مع إصدار الصوت بإخراج الهواء من الحلق بقوة وقد تتم الاستعانة باليد، ويكون الصوت الناتج هو زغرودة.
اختلف في أصلها المؤرخون ليرجع مصدرها إلى ثلاث روايات؛ الرواية الأولى تقول إن أصلها من الهنود الحمر حيث كانت جماعات الهنود عندما يخرجون لصيد الثيران للتغذية على لحومها كانو يطلقون أصواتاً عاليةً بأفواههم من ثلاث جوانب محيطة بالثور حتى يوجهوه للوقوع في الفخ وقد انتقلت إلى عالمنا العربي منذ القرن السابع عشر عبر الرحالة، واستخدمت في الأفراح على الرغم أنها كانت تستخدم في الصيد.
الرواية الثانية ترجع الزغرودة إلى تقليد وثني قديم، حيث كان الغناء للآلهة يتم بصورة جماعية من نساء مختارات يقمن بطلب الغوث والرحمة، وأنها تعد تسبيحة للشيطان فقد بدأت كتسبيحة تقال عند ذكر اسم “يهوه” وقد حرفها الإغريق فأصبحت بلا معنى عندما صارت “اللويا” وقد أصبحت كلمة مقدسة بالاستعمال ثم تطورت أخيرا إلى الصوت المعروف “لولولو”.
وترجع الرواية الثالثة أصل الزغرودة إلى العصر الفرعوني، وهي عبارة عن أصوات حادة تطلقها الحنجرة ويتحكم في رنينها اللسان وتطلق عند الابتهاج
ومن أبز المناسبات التي تزغرد النساء فيها هي الأعراس والأفراح ومناسبات الختان وزغاريد الحج أو العودة من السفر . وفي أوقات الحرب والفتن تعبر النساء عن مشاعر القوم من خلال الزغاريد، كوصول جثمان شهيد أو خبر وفاة. وللزغرودة دلالات نفسية واجتماعية فهي زاخرة بالمعاني والعواطف، تفعل فعلها في نفس المستمع ويتأثر بها حسب مزاجه العاطفي وتكوينه الروحي.
في الشام يضاف إلى عملية الزغرودة كلمة إيها وهي كلمة سريانية أو آرامية، ومعناها تباركت فتسمى المهاهاة وهي مصدر هأّ وهأهأ فعل رباعي يعني الدعاء والزجر ولفت النظر، وأصلها دعوة الإبل للعلف.
في بعض المدن والحواضر المغربية ، تبادر نساء الأسرة التي استقبلت مولودا ذكرا لإطلاق ثلاث زغاريد حارة دليلا على فرحة الأسرة العارمة به، وزغرودة واحدة فقط للأنثى
كانت نساء العرب في الجاهلية يرافقن الرجال إلى ساحة المعارك لإثارة الحماس والإقدام في قلوبهم بقرع الطبول والدفوف والزغاريد.
في نهاية فيلم عمر المختار عندما قام الجيش الإيطالي بإعدامه بواسطة حبل المشنقة وأخذ جثته بحيث يدفن في مقبرة غير معروفة، وقفت النسوة الليبيات يزغردن بقوة تعبيراً عن فرحتهن بعمر المختار لنيله مرتبة الشهادة عند الله وهي من أعلى المراتب في الجنة ، وتأكيداً على انتزاع القوة من جيش الاحتلال لأنه لم يستطع هزم زعيمه وإرادة الشعب الليبي لنيل حريته واستقلاله.