تتناول مسرحية (إصبع روج) لفرقة الشفق من سلطنة عمان، التي تشارك في النسخة ال 34 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي، موضوعا فريدا يصب في خانة الهوية التي تنشطر إلى جسد وروح.
صراع الجسد والروح، الذي يتم تشخيصه بشكل ذكي ضمن مشاهد متناسقة ومتناغمة، يتمفصل مع معاناة مريض باضطراب الهوية الجندرية أو الهوية الجنسية حيث ينقسم لشخصيتين (جسد/ روح).
يتعلق الأمر في العمق بصراع حول رغبات هذا المريض، وقدرته على مواجهة المجتمع بماهيته، وإحساسه ومشاعره .. فالجسد يرفض أن تظهر الروح ماهيتها، أما الروح فتناضل من أجل ذلك ولو داخل غرفة مغلقة فيتم التجرد من هوية الجسد بعيدا عن أعين الناس والمتنمرين والرافضين.
وفي تفاصيل هذا العرض المسرحي، الذي يدفع بأطروحة التخييل الفكري والمتعة الفنية، هناك تشابك المشاهد وتناسقها تارة، وتنافرها تارة أخرى.
وفي ثناياها تتشكل شخصيتا الروح والجسد ..
// الروح: شاب في نهاية العشرينات، أعزب.. إمرأة في جسد رجل ترفض واقعها وتناضل من أجل أن تعلن عن ماهيتها وشعورها.
// الجسد : هو ذاته الروح، شاب في نهاية العشرينات، أعزب، يمل روح المرأة التي تسكنه، ويمثل تقاليد المجتمع والمدرسة والعائلة التي ترفض ماهية الروح.
كل شيء يتمظهر في المشهد الأول، حيث تبرز مختلف العوالم بوضوح، وذلك من خلال خشبة تضم غرفتين متجاورتين، متشابهتين تماما عدا أن إحداهما تبدو وكأن قاطنها أنثى .. لون الجدار، اللوحات على الجدران، كلها تبين أن ساكن الغرفة أنثى، بينما الغرفة الثانية تبدو شبابية.. ألوانها، شكل السرير، صور اللاعبين على الجدران.
تبدأ المسرحية، حين يدخل الروح والجسد بذات الوقت من البابين اللذين ينفتحان معا .. يتحركان حركة تناظرية، يتشابهان في حركاتهما عدا أن الروح تبدو أكثر أنوثة في الحركة، حيث يتجهان إلى وسط المسرح .. رقص تعبيري استهلالي للشخصيتين .. الرقص دلالة على التردد والارتباك والحيرة.
ينتهي الرقص، ثم تجلس الشخصيتان على كرسيين في مواجهة الجمهور. تهزان أرجلهما بتناغم على شكل إيقاعي موسيقي دلالة الحيرة.
يسمع صوت الهاتف الجوال وهو يرن ، يخرجان هاتفيهما من جيبيهما بشكل متناغم، مع بعضهما البعض، يردان على الاتصال.. بصوت واحد، الاثنان يرددان ذات الحوار.
يقول عبد الحكيم الصالحي ( ممثل ضمن فرقة الشفق) في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء إن المسرحية تحكي عن مرض نفسي (الجندري) يتم وضعه في قالب فني.
واعتبر أن تشريف هذه الفرقة بالمشاركة في هذا المهرجان المهم جدا، هو في حد ذاته تكريم للمسرح العماني من بين نخبة من العروض المسرحية العالمية التي تم انتقاؤها بعناية فائقة.
وقال إنه لشرف للفرقة أن تقدم جرعة مسرحية تليق بالوزن الكبير لهذا المهرجان الذي يحتفي بنسخته الرابع والثلاثين.