تم مساء أمس الخميس عرض مسرحية ” الليلة ” لفرقة مسرح سيدي يحيى الغرب ضمن فعاليات النسخة الأولى لمهرجان مسرح الرحالة لفنون الفضاءات المفتوحة المقامة حاليا بالعاصمة الأردنية عمان .
ومسرحية “الليلة” ، التي تعرض لأول مرة خارج المغرب ، من تأليف عبد اللطيف الطيبي ، وإعداد وإخراج طارق بورحيم ، وقام بالشخيص أحمد البرارحي ، وحمزة بومهراز ، وسعاد أيت أوكدور ، ولبنى بوطيب، ومراد فدواش وعلي بومهدي ، وبدر تايكة، هي بمثابة استنطاق للذاكرة المغربية ، وكرنفال الفرجة والتقلبات اللونية بأعماقها المتفلسفة وطروحاتها وخطاباتها التي تعج بقضايا من الواقع وواقع من القضايا تمس حياة الإنسان ، الإنسان المغربي المتشبث بحبه لوطنه.
وتستحضر ” الليلة “، من خلال قراءة مكونات خطابها المسرحي ، الطقوس الغنائية المسكونة بإيقاعات مختلفة تعبر عن التنوع الثقافي من البوغاز إلى الصحراء ، وما يرافقها من آلات ، ومن أنغام تحكي أسطورة الصراع الأبدي بين الإنسان وذاته وبين ذاته والآخر .
وتمنح المسرحية ، يقول طارق بورحيم ، المتلقي في إيحاءاتها الايقاعية ذات النبرة الحزينة في العمق ، جواز سفر نحو عوالم المسكوت عنه في الذات التي يعلوها صدى الصمت الرهيب والتي تختمر في أحشائها رواسب وتراكمات سمفونية الأحاسيس المعزوفة على إيقاع النضال والكفاح والوعي الشقي وميلودرامية البحث عن الحلم اللامتناهي المتمثل في رد الكرامة للإنسان وفق منظومة قيم نبيلة.
ويعرف المهرجان الذي تنظمه فرقة مسرح الرحالة الأردنية بتعاون مع وزارة الثقافة ونقابة الفنانين الأردنيين وأمانة عمان الكبرى ، على مدى أربعة أيام ، مشاركة مسرحيات من العراق وتونس ومصر وفلسطين والأردن ، إلى جانب تنظيم ندوات نقدية وتقييمية للمعروض المشاركة.
وحسب المنظمين ، فإن هذه الدورة الأولى المقامة تحت شعار ” الحياة رحلة مسرحية لاكتشاف الجمال ” ، تعنى بالعروض المسرحية والفنية الموسيقية الراقصة ذات الطابع الاحتفالي والكوريغرافي التي يمكن تقديمها خارج المسارح التقليدية المغلقة ، ووسط الفضاءات الخارجية المفتوحة مثل الساحات والحدائق والقلاع التاريخية والمدرجات الأثرية والمقاهي المفتوحة.
ويعبر المهرجان ، وفق ذات المصدر ، عن النهج الذي اتبعته فرقة الرحالة منذ تأسيسها عام 1991 ، وذلك بهدف تجسير الفجوة بين الجمهور والمسرح ، وخلق مسرح تفاعلي حي لكافة شرائح المجتمع ، واجتراح فضاءات مغايرة للعروض تثير الدهشة والتفكير لدى المتلقي ، وبث الروح في الأماكن التاريخية الأثرية ، وإشاعة ثقافة البهجة والجمال في الشارع الأردني ، حتى لا يبقى المسرح حكرا على مناطق محددة وفئات محددة.