في أول تجربة له على مستوى إخراج تظاهرة فنية وثقافية كبرى، أضفى المؤلف المسرحي، حسن هموش، لمسة فنية وإبداعية جديدة على فقرات الدورة الـ51 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش، وذلك بعد تجربة طويلة بصم خلالها على مسار متميز في الساحة المسرحية المغربية. وجاء اختيار الفنان حسن هموش، الذي يجمع بين الإخراج والتأليف المسرحي، بمبادرة من المنظمين، الذين وضعوا فيه الثقة لقيادة الطاقم الفني للمهرجان، بغية إعطائه نفسا جديدا في سيرورة تقديم لوحاته الفنية من طرف الفرق المشاركة بشكل أفضل، مع الحفاظ على الطابع التراثي لهذا الموروث التاريخي. وفي هذا الصدد، يقول ههوش، إن مهمة الإخراج في المهرجان الوطني للفنون الشعبية ليست بالسهلة، خصوصا وأنها أول تجربة في هذا المهرجان الذي وصل دورته 51، حيث تداولت على الدورات السابقة مجموعة من المخرجين، الذين سجلوا حضورا متميزا في الإشراف الفني والجمالي على المهرجان، ومن بينهم الراحلون الطيب الصديقي، ومحمد حسن الجندي، وعبد الصمد دينية، بالإضافة إلى لحسن زينون، وغيرهم من الأسماء الوازنة. وأضاف هموش، الذي يمثل الجيل الجديد في مجال الإخراج بمهرجان الفنون الشعبية، في تصريح لقناة (إم 24 ) الإخبارية التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه راهن في عمله على إعطاء نفس جديد للعمل الإخراجي، من خلال وضع لمسات فنية جديدة، والاشتغال على الجانب الجمالي والفني، انطلاقا مما تقدمه مختلف الفرق الفلكلورية التي لها تراثها وإمكانياتها وموضوعاتها، إلى جانب الاعتماد على ثلاثية الأبعاد في الإخراج، ثم اللون والحركة الفنية والجمالية، لهذا الموروث الثقافي الذي يعبر عن الثقافة الشعبية المغربية. ومن جهة أخرى، أشار السيد هموش إلى أن من بين مهامه في المهرجان، هناك إضفاء جمالية جديدة على هذه التظاهرة الكبيرة، والحفاظ على استمراريتها بعد سنتين من الغياب، مبرزا أن دورة هذه تحمل العديد من المستجدات، ومن بينها ظهور وجوه شبابية داخل المجموعات الفلكلورية، مما يشكل نقلة نوعية في تاريخ الفنون الشعبية، وهي إشارة قوية ترمي إلى ضرورة الرعاية والاعتناء الذي يستحقه هذا الفن التراثي. وتابع أن الوقت قد حان لخلق فضاءات لنقاش ثقافي وفكري مجتمعي حول دور الفنون الشعبية داخل المجتمع انطلاقا من الجانب التربوي، وإدماج الفنون الشعبية كتراث للتدريس والتعريف بها داخل المنظومة التعليمية، مبرزا دور التكوين في الارتقاء والحفاظ على هذا الموروث الثقافي، كتراث اللامادي الذي عرف اندثار بعض الفرق من المشهد الفلكلوري. وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الـ 51 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية، التي تختتم فعالياتها، مساء اليوم الثلاثاء، تشكل حلقة جديدة في الحفاظ على السيرورة التاريخية للمهرجان، وفرصة لاكتشاف المستجدات التقنية والفنية التي أضفت شكلا متميزا على اللوحات الفنية التي أثارت إعجاب جمهور ومتتبعي فقرات المهرجان. وتقام الدورة الـ51 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتنظمها، وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، بشراكة مع جمعية الأطلس الكبير بمراكش، تحت شعار “أغاني وإيقاعات خالدة”.