تم اليوم السبت بالرباط على هامش الدورة ال27 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، تقديم النسخة العربية لرواية “حكاية القرامطة”، لمؤلفتها جوسلين اللعبي، الصادرة عن منشورات “الجمل”.
وتغوص رواية “حكاية القرامطة”، التي تقع في 335 صفحة من القطع الصغير، في غمار التاريخ وفي مت ن الحكاية، بما يتضم نه من هوامش وصراعات أو تسويات. كما أن هذا العمل الذي ترجمه الى العربية لحسن م ق ن ع هو عبارة عن توثيق ثري بالحكايات الإنساني ة لحقبة من تاريخ الدولة العب اسية، ورواية تاريخية في قالب حكائي ي سائل الحب والسلطة ومآلهما.
وجاء في غلاف هذا العمل الروائي أن تاريخ القرامطة “لم ينل عموما إلا التجاهل من قبل الغرب، وذلك رغم اهتمام بعض المستشرقين الذين خصوه بدراسات لم يعتد بها إلى الآن”، مضيفا أن هذا التاريخ ظل مغيبا إلى حد كبير في العالم العربي.
وأكد الناشر أن هذه الرواية، هي “عودة ضرورية إلى التاريخ لوضع ملحمة القرامطة في سياقها”.
وبهذه المناسبة، أكدت جوسلين اللعبي أن هذا العمل يهدف تقريب تاريخ القرامطة الى القارئ الغربي، مبرزة أن الرواية تمازج بين شخصيات تاريخية حقيقية و شخصيات روائية من أجل إضفاء الطابع الأدبي على الاحداث والوقائع التاريخية. من جهته، أكد الإعلامي والأديب، ياسين عدنان، أن هذا المؤلف عمل تاريخي استعان بوساطة الأدب ليقرب تاريخ القرامطة إلى القارئ، مسجلا أن “حكاية القرامطة” تعطي نظرة عن فترة مهمة من التاريخ العربي الإسلامي، انطلق بثورة الزنج وانتهى بمشروع حمدان قرمط.
واعتبر أن وساطة الأدب ولغة الرواية لولوج مناطق صعبة من التاريخ تكتسي أهمية بالغة لفهم النصوص التاريخية التي تتميز في عموميتها بالسرد الكرونولوجي، مشيرا الى أن الاحداث التاريخية التي يعاد صياغتها في قالب روائي تشي بجمالية فنية على مستوى الشكل والمضمون مما يثير أكثر فضول المتلقي. بدوره، أشار الشاعر والروائي، عبد الهادي السعيد، إلى أن تعامل الروائي مع التاريخ يختلف عن تعامل المؤرخ، مبرزا أن جوسلين اللعبي قامت بإعادة الحياة إلى حلقة منسية نسبيا من التاريخ الإسلامي العربي ترتبط بفترة حكم القرامطة.
يذكر أن جوسلين اللعبي، التي ازدادت بمدينة ليون الفرنسة سنة 1943 تلقت دراستها الابتدائية والثانوية بمدينة مكناس بعد انتقال أسرتها الى المغرب سنة 1950. كما انخرطت بعد التحاقها بالجامعة مع عبد اللطيف اللعبي في تجربة فرقة “المسرح الجامعي المغربي”.
وللعبي سيرة ذاتية بعنوان “رحيق صبار” (منشورات لا ديفيرانس 2005) تم اقتباسها في فيلم سينمائي بعنوان “نصف السماء”.