احتضن المركب الثقافي بمدينة الريصاني، اليوم السبت، ندوة علمية حول موضوع “البحث الأكاديمي شرط للنهوض بتراث الملحون”.
وقدمت مداخلات ناقشت “تدريس شعر الملحون والثقافة الشعبية بالجامعة المغربية بين الممانعة والانفتاح”، و”الكون السيميائي في قصيدة الملحون”، و”المناهج النقدية الحديثة في خدمة شعر الملحون”.
وأكد المشاركون في هذه الندوة، التي تندرج في إطار فعاليات الدورة 27 لملتقى سجلماسة لفن الملحون المنظمة من قبل وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، إلى غاية 29 ماي الجاري، على أهمية البحث الأكاديمي في تثمين وصون فن الملحون.
وأبرزوا خلال اللقاء المنظم ضمن الملتقى، الذي اختير له شعار “فن الملحون بين رهان الهوية وتحديات التجديد”، أن فن الملحون يعد تراثا لاماديا مغربيا ظهر منذ أكثر من خمسة قرون وينبغي الاعتناء به وتعزيز انتشاره.
وأوضحوا أن شعر الملحون ترتفع مكانته حينما يتم وضعه في محك مجال البحث الأكاديمي الذي يسبر أغواره ويدرس تاريخه وماهيته وأصوله.
وأكدوا أن منطقة تافيلالت، التي تعتبر ملتقى للثقافات والتعدد اللغوي، هي التي احتضنت الشعر الملحون الذي يشكل أحد أبرز تفاعلات ساكنتها وثقافتهم.
وأشاروا إلى أن هذا النوع من الشعر قد أثر على الحياة العامة لسكان تافيلالت، حيث كان الجميع يتغنى به، مضيفين أنه توجد “قصائد شعرية ملحونية” شكلت مادة للتربية الدينية المتأصلة بالمنطقة.
ويتميز برنامج الملتقى، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وبتعاون مع ولاية جهة درعة تافيلالت وبدعم من جماعة مولاي علي الشريف، بمشاركة 10 أجواق فنية، تمثل مختلف جهات المملكة، بالإضافة إلى منتخب مكون من فرق محلية، مع تنظيم مسابقة للإنشاد للفئة العمرية أقل من 18 سنة.
وترى الجهة المنظمة أن هذا الملتقى، الذي أصبح موعدا قارا ومحطة أساسية في أجندة المهرجانات التراثية التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، يشكل مناسبة لتكريس قيم التنوع الثقافي الوطني انسجاما مع استراتيجيتها الـرامية إلى الحفاظ على الموروث الثقافي والفني وحماية ذخائر التراث اللامادي في مختلف تجلياته الإبداعية والتعبيرية.